الرمادْ كالْ حمَّاد .. !!
07-09-2019 08:02 AM
سفينة بَوْح
الرمادْ كالْ حمَّاد .. !!
أياً كانت مظاهر ومضامين بنود الإتفاق الذي تم مع المجلس العسكري ، وإن لم تصل بنودهُ وإشتراطاته إلى إرضاء تطلُّعات البعض وطموحاتهم ، والتي نرى أن جميعها مشروعة طالما كانت تهدف إلى الإستزادة من إشارات ومضامين التحوُّل الديموقراطي في السودان ، ستظل قيمة الإنتصار الحقيقي مُتخفيَّة حتى الآن في غياهب المجهول ، فالآتي من أحداث ووقائع يحتاج إلى بذر غراس الإنتصار الحقيقي وحمايته من عواتي الرياح والتعديات التي لابد سيجابهها من الذين لا يريدون لهذا المد الشعبي المهيب أن يتمكَّن وينتصر ، وستظل الجماهير سيدة الشارع هي الضامن الوحيد والإستراتيجي لما يمكن أن تحدثه العقبات المتوقعة للحكومة الإنتقالية من (تكالُبات) للقوى المضادة لإستعمالها سلاحاً فتَّاكاً يطعن في خاصرة الحُلم الوطني الذي ضحى الشهداء بدمائهمم من أجله .
أحلمُ وغيري الكثيرين أن تكون قيادة تجمع قوى الحرية والتغيير وعلى رأسهم تجمع المهنيين السودانيين والأحزاب والمنظمات والهيئات التي سطَّرت تاريخاً ناصعاً من النضال المتواصل ضد الحكم البائد (هيئةً حماية) للثورة وحكومتها الإنتقالية ، تعمل على حراستها بواسطة أدواتها السلمية وعبر تنوير وتوعية الشارع السوداني بما يمكن أن يحدث من مؤامرات ، وفي ذات الوقت أحلمُ أن يكون ذات الشارع الذي دفع الغالي والنفيس لتعتلي حكومته الإنتقالية صهوة الحكم (رقيباً) جاداً عليها إذا ما حادت عن طريق الثورة ومطالبها وأن يكون ذلك بنفس الحماس والإخلاص الذي سبق وبلا مواراة ولا تلكؤ ولا مجاملة .
الحكومة الإنتقالية القادمة ستكون مهامها جسيمة وإن لم تقف خلفها الجماهير بالمؤازرة والصبر وإرتفاع مستوى الوعي الذي لا ينقص شعبنا السوداني الأبي ، سينطبق علينا المثل السوداني الشهير (الرماد كالْ حماد) ، وستكون تلك هي بؤرة الهزيمة الحقيقية ، فالسجال الدائر الآن حول بنود الإتفاق مع المجلس العسكري ليس هو في الحقيقة مربط الفرس في حسابات ما يمكن أن يقود الثورة للإنتصار وتحقيق مطالبها ، بقدر ما هو إستمرار قدرة الجماهير الثورية على مواصلة تأثيرها وسيادة إرادتها عبر جاهزيتها للتواجد في أرض المعركة السلمية إذا مانادى المنادي ، دعماً لمسيرة الإنتقال إلى دولة ديموقراطية حُرة ، يرتقي إنسانها إلى مصاف مما وصلت إليه شعوب العالم المتقدم ، وتتصف هيئاتها الوطنية بالفاعلية والمؤسسية والإنتاج الملموس والمُجزي ، فضلاً عن إشاعة العدل والمساواة وسيادة القانون ، بغير ذلك لا مجال للحديث عن إنتصار ، فأبواب الهزيمة ما زالت مواربة ويمكن أن تُفتح على مصراعيها في غفلةٍ منا ومن الزمان .. كونوا دائماً وكما عوَّدتمونا في الموعد .
هيثم الفضل
[email protected]
صحيفة الجريدة
|
خدمات المحتوى
|
هيثم الفضل
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|