المقالات
السياسة
ثم ماذا بعد الإتفاق و ماذا بعد تكوين الجهازين السيادي و التنفيذي ؟! ..
ثم ماذا بعد الإتفاق و ماذا بعد تكوين الجهازين السيادي و التنفيذي ؟! ..
07-09-2019 07:39 PM

ثم ماذا بعد الإتفاق و ماذا بعد تكوين الجهازين السيادي و التنفيذي ؟! ..

ليعلم الجميع بأن الثورة هي وسيلة من وسائل العمل السياسي لتغيير النظام الباطش الظالم و قد تم ذلك بالفعل لقاء رتل عظيم من الشهداء عليهم رضوان الله و رتل أكبر من الجرحى شفاهم الله ..
أيضا فإن الإتفاق الذي تم و أعقب الثورة المجيدة هو وسيلة لتحقيق غاية السلم و الاستقرار و التنمية و الرخاء و الإزدهار للوطن العزيز و ليس غاية ولا نهاية كما يظن البعض بل الغاية أسمى و أعظم و أجل ..
الغاية تجملها الإجابة الصحيحة و السليمة و الحصيفة على سؤال المقال ثم ماذا بعد ؟!

أدناه محاولة لتقديم ورقة عمل و لرسم خارطة طريق لصدر الفترة الإنتقالية :-
=======================

(1)
الشكر أولا :-

لزاما علينا شكر الله و حمده على ما تحقق ؛؛ ثم توجيه الشكر و الثناء و التقدير للدول الإقليمية و الدولية الجارة و الشقيقة و الصديقة التي أسهمت في صناعة و تحقيق نصر الإتفاق بعد انسداد الأفق و بعد ازدياد ظلمة نفق التنافر و التدابر عقب الأحداث المؤسفة و المحزنة و التي كادت أن تفرط و تقطع حبل التلاقي بين الشريكين الذين صنعا معا ثورة ديسمبر المجيدة و حقنا الدماء التي كانت يمكن أن تسيل أنهارا عقب فتوى المخلوع المعزول المعتوه بإعدام ثلث الشعب السوداني ليبقى الدكتاتور ..
الشكر أجزله لدولة أثيوبيا الجارة صاحبة مبادرة الوفاق و الإتفاق و الشكر للإتحاد الإفريقي الوسيط الشريك في صنع الوفاق و الإتفاق ..
الشكر للدول الشقيقة التي كانت تعمل في صمت و هدوء وبلا ضوضاء ؛؛ الشكر للمملكة العربية السعودية حكومة و شعبا ؛؛ هذه الجارة الشقيقة التي وقفت إلى خيار أهل السودان و دعمت إرادة أهل السودان حتى تحقق الوفاق و الإتفاق وفق رؤية و رغبة و إرادة أهل السودان .. الشكر كذلك لدولة الإمارات العربية المتحدة التي وقفت أيضا خلف الدفع إيجابا مع كل الأطراف حتى تحقق هذا الإتفاق ..
كان لهذه الدول الشقيقة دور عظيم و فاعل و دافع تم في صمت و في هدوء و خارج إطار أجهزة الإعلام و من لا يشكر الناس لا يشكر الله ..
الشكر أيضا لجامعة الدول العربية التي شكلت حضورا كبيرا و موثرا ..
الشكر موصول للولايات المتحدة الأمريكية و لبريطانيا فقد كانتا ضمن دول الدفع التي شاركت في الدفع إيجابا خلف الوساطة الأفروأثيوبية حتى تحقق نصر الإتفاق ..
الشكر لدول الترويكا و لكآفة الدول الشقيقة و الصديقة التي سارعت إلى إصدار بيانات التأييد و الدعم المعنوي لما تحقق بين الطرفين و دعواتهم الصادقة للسودان و شعب السودان بالإستقرار و النماء و الرخاء و الإزدهار ..

(2)

السلام الشامل ثانيا :-

لن يتحقق للسودان أمن ولا استقرار ولا نماء بدون تحقيق السلام الشامل و العادل و لذلك يجب على الجهاز التنفيذي و الجهاز السيادي السعي الجاد و الصادق لتحقيق السلام العادل و الشامل مع كل الحركات التي تحمل السلاح في جميع مواقع الإقتتال التي خلفها النظام الهالك..
يمكن للسودان توظيف و تسخير التعاطف الإقليمي الإفريقي و العربي و كذلك التعاطف الدولي لمصلحة السلام في السودان على أن يكون سلاما شاملا غير مجزأ ولا منقوص ولا مختزل و غير خاضع لسياسة الإستقطاب الثنائي القائمة على الترضيات بالمواقع الوزارية و التي تنهك إقتصاد السودان بلا سلام فاعل على أرض الواقع كما هو نهج النظام الهالك ..

(3)
تحقيق الإستقرار السياسي و الأمني و خلق الوفاق الشامل ثالثا :-

لزاما على الحكومة السودانية ممثلة في الجهاز السيادي و الجهاز التنفيذي و كذلك الجهاز التشريعي القادم و أيضا السلطة الإعلامية التي تمثل السلطة الرابعة في الوطن و كذلك السلطة الخامسة المتمثلة في الشارع السياسي الذي يشمل كل أهل السودان الثوار الأحرار شبابا و شيبا نساء و رجالا و الذي أصبح سلطة حازمة و حاسمة تحرس مكتبات و توجهات الثورة المجيدة ؛؛ هؤلاد جميعا مطلوب منهم بل لزاما عليهم تحقيق وفاق كامل و استقرار شامل لتحقيق و تجسيد و ترسيخ و تجذير مصالحة وطنية شاملة و كاملة لا تستثني غير المجرمين الذين ظلموا و بطشوا و نهبوا و سرقوا و قتلوا و أجرموا في حق السودان و شعب السودان عندما خططوا و نفذوا إنقلابهم المشؤوم و ما تلاه و ما أعقبه من دمار و تخريب و ظلم لأهل السودان استمر ثلاثة عقود .. هؤلاء جميعا يحالوا إلى القضاء ليقول فيهم كلمته و حكمه دون أن نشغل أنفسنا بهم و لدينا ما هو أهم من هؤلاد المجرمين القتلة الفاسدين السارقين و القضاء وحده كفيل برد كل ما سرقوه و إنفاذ الأحكام العادلة تجاه ما اقترفوه من جرائم و فظائع .. إضاعة كل الوقت مع هؤلاء سيصرفنا عن همنا و عن قضيتنا تجاه وطننا العزيز استقرارا و نماء و رخاء ..
استقرار السودان سياسيا و أمنيا مهم للسودان و للدول الإقليمية التي يتقاسم معها السودان الحدود عبر البر أو عبر البحر و هي أكثر من عشر دول تتأثر سلبا بأي إضطراب سياسي أو أمني في السودان ناهيك عن الدول الكبرى التي تعاني من تداعيات الإرهاب و الإضطراب و تصدير الإرهاب ..

(4)
معالجة الدين الخارجي الذي يثقل كاهل السودان رابعا :-

الدين الخارجي الذي خلفه نظام الإنقاذ نظام الطاغية المخلوع يبلغ حوالي 55 مليار دولار أكثر من نصف هذا الدين عبارة عن فوائد على أصل هذا الدين و تلك كارثة أخرى .. مصيبة الدين الخارجي أنه يمنع أي أمل في الحصول على قروض أخرى من البنوك الدولية و الإقليمية و الصناديق المالية المانحة لأن الدين الخارجي موزع على كل تلك البنوك و الصناديق و الدول المانحة ولا بد من إيجاد وسيلة لإعفاء الجزء الأكبر من هذا الدين و جدولة الجزء المتبقي حتى يتأهل السودان للتعامل مع البنوك الدولية و الإقليمية و بغير ذلك فلن يحصل السودان على أي قروض أخرى و هو حق مشروع لأي دولة في العالم ولا استغناء عنه في ظل العجز الإقتصادي الذي يعانيه السودان الآن ..

(5)
التنمية الشاملة و إعادة الإعمار للمناطق المتأثرة بالحرب خامسا :-

الجميع يعلم بأن خزينة السودان الآن خاوية على عروشها بالرغم من أن السودان غني بموارده الإنتاجية الزراعية النباتية و الحيوانية مع غزارة موارده المائية و موارد الذهب المنهوب جهارا نهارا و معلوم بأن الذهب مورد قومي و ثروة قومية مثلها مثل البترول ولا يمكن أن يستغل هكذا بواسطة شركات داخلية و دولية و كل ما تقوم به هو رشوة المسؤولين من أجل استخراج و سرقة و تهريب كميات مهولة من ذهب السودان اا
حتى يصل السودان إلى الاستطاعة و القدرة على الإستفادة من موارده الزراعية و المائية و كآفة موارده الحيوية الأخرى فهو يحتاج و بصورة عاجلة إلى قيام مؤتمر مارشال إقتصادي للمانحين الإقليميين و الدوليين و كذلك البنوك الدولية و الإقليمية و الصناديق المالية المانحة لدى الأشقاء و لدى الأصدقاء..
أقرب القادرين على ترتيب و تنظيم و رعاية هذا الملتقى الاقتصادي للمانحين هي الدول الخليجية و على رأسها المملكة العربية السعودية الشقيقة لما لها من ثقل إقتصادي و سياسي كبير على المستويين الدولي و الإقليمي..
هذا الملتقى يمكن أن يحسم امر الدين الخارجي الذي يعاني منه السودان إعفاء و جدولة و كذلك المساهمة في أمر التنمية و إعادة الإعمار ..

(6)
مراجعة علاقات السودان الخارجية لأجل التقويم و الإصلاح سادسا :-

لا زال السودان يقبع تحت عقوبات دولية نتيجة سياسات النظام السابق الخاطئة و الجائرة و نتيجة رعاية ذلك النظام لأعمال إرهابية صبيانية ترتبت عليها عقوبات قاسية سياسية و إقتصادية لا زالت سارية و تحتاج إلى السعي الجاد و بإرادة جادة لوضع الأمور في نصابها الصحيح و السليم حيث أن الدولة العميقة لا زالت تسيطر و تتحكم في السفارات الخارجية و في وزارة الخارجية بالخرطوم حالها حال بقية الدواوين الحكومية داخل السودان و التي لا زالت تنوء بفظائع الدولة العميقة و للأسف جل عناصر الدولة العميقة بلا مؤهلات حيث وصلوا إلى تلك المواقع عبر سلم الولاء و الإنتماء لا سلم العلم و الكفاءة ولا بد من مراجعة كل ذلك ..
الأجهزة الإعلامية و بالذات القنوات الفضائية لا زالت تعاني من هيمنة عناصر الدولة العميقة شخوصا و أفكارا و تعتيما و تبخيسا للثورة و أهدافها و غاياتها ..
قنوات تبث الأغانى و المدائح و المسلسلات الهابطة في لحظات عسر الثورة المجيدة و كأنما تعبر عن فرحتها و غبطتها بتلك اللحظات العصيبة ..

(7)
الإستفادة من العقول و الكفاءات السودانية المهاجرة في أرجاء العالم سابعا :-

سودان المهجر الذي شرده نظام الإنقاذ يذخر بكفاءات سودانية تعمل بمؤسسات دولية مانحة و لهؤلاء علاقات وطيدة و مؤثرة مع دول و مع مؤسسات مالية و إقتصادية مانحة و يمكن لهم تسخير تلك العلاقات و تلك الصلات لصالح السودان و لصالح أهل السودان.. يمكن أن يتم كل ذلك عبر عقد ملتقى لتلك الكفاءات على حسابهم و ليس على حساب الخزينة العامة حتى يتفاكر هؤلاء مع حكومة السودان في كيفية الإستفادة من خبراتهم و من علاقاتهم و من تأثيرهم الإقليمي و الدولي لخير السودان و لتنمية السودان ..
هناك دول عديدة لديها تجارب ثرة في كيفية الإستفادة من خبرات و خيرات و مؤهلات و علاقات و صلات و استثمارات العقول المهاجرة يمكن الإستفادة من تجارب تلك الدول و التي وصل بعضها إلى تخصيص وزارة للماهجرين مختصة تهتم بهم و بدورهم في وطنهم ..

لا بد من قيام مؤتمر إقتصادي دولي يعالج مسألة الديون الخارجية و يعالج كذلك أمر التنمية الشاملة و إعادة الإعمار للمناطق المتأثرة بالحروب وفق رؤية واضحة و برنامج عمل إقتصادي إسعافي و تنموي مدروس و متفق عليه حتى لا تهدر تلك المساعدات في غير ذلك ...

م. حامد عبداللطيف عثمان
[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 258

خدمات المحتوى


التعليقات
#1841262 [طه جامع]
0.00/5 (0 صوت)

07-09-2019 07:48 PM
كيف تقول ثم ماذا بعد . فهل انت ابن من ابناء الثورة المجيدة ام من المنتظرين. وماذا تعني كلمة م التي قبل اسمك اذا عرفت معني تفسيرها جيدا سوف تعرف ماذا يحصل بعد النصر الاول كن غيورا علي المبادئ ولاتكن من المتخاذلين منتفعي الريالات والدراهم ولا داعي بتكسير الثلج للدول الجارة لانها هي اسواء السيئين . يكفي دولة اثيوبيا والاتحاد الافريقي


م. حامد عبداللطيف عثمان
م. حامد عبداللطيف عثمان

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة