بعد اقصاء متعمد طوال (٦٣) عام: هل نسمع بوزير قبطي في الحكومة القادمة؟!!
07-10-2019 04:08 AM
بعد اقصاء متعمد طوال (٦٣) عام: هل نسمع بوزير قبطي في الحكومة القادمة؟!!
اولآ:
١-
مقدمة:
(أ)-
قبيل نيل السودان استقلاله بقليل، تكوّنت أول حكومة وطنية في يوم ٩/ينايرعام ١٩٥٤، وكان منصب رئيس الوزراء من نصيب الزعيم الراحل/ إسماعيل الأزهري، الذي كان يومذاك ينتمي إلى حزب «الأشقاء » الذي كان ينادي بالوحدة مع مصر.
(ب)-
اخر حكومة تشكلت في السودان كانت في يوم ١٤/ سبتمبر عام ٢٠١٨، برئاسة معتز موسي.
(ج)-
عدد الحكومات التي تشكلت في تاريخ السودان منذ عام ١٩٥٤ وحتي الاخيرة عام ٢٠١٨، وصل مجموعها الي (٥٩) حكومة.
٢-
كتب الدكتور/ علي عبد اللطيف محمد علي، في كتابه التوثيقي القيم بعنوان (حول التعديلات الوزارية وأثرها علي الإستقرار السياسي في السودان)، ان عدد الحكومات التي تم تشكيلها ومنذ الاستقلال حتي عام 2013 قد وصل الي (53 ) حكومة أو تعديل في حكومة، واللافت فيها أن هنالك وزارات نشأت كمصالح أو وحدات أو هيئات لا تزال قائمة حتي الآن، وآخري ظهرت كوزارات مرة واحدة ثم اختفت نهائياً ، ووزارات ظهرت واستمرت لعدة حكومات واختفت أوتحولت الي وحدات داخل وزارات قائمة حالياً ، فيما أستحدثت وزارات جديدة وإستمرت حتي الآن.
-(المصدر:- موقع "النيلين" - 2013/12/08-)-
الرابط:
https://www.alnilin.com/769561.htm
٣-
قام الدكتور/علي عبد اللطيف محمد علي، برصد دقيق لعدد الحكومات السودانية التي تشكلت منذ عام ١٩٥٤ وحتي عام ٢٠١٣، واذا ما واصلنا رصد عدد الحكومات التي تشكلت او تعدلت في الفترة من عام ٢٠١٤ وحتي اخر حكومة عام ٢٠١٨، نجد ان عددها قد وصل الي (٦) حكومات ، وهذا يعني ان عدد الحكومات التي جاءت في الفترة من عام ١٩٥٤ وحتي عام ٢٠١٨ قد بلغت (٥٩) حكومة انتقالية وعسكرية ومدنية.
٤-
(أ)-
واذا ما استعرضنا تاريخ الشخصيات التي دخلت هذة الحكومات التسعة وخمسين، نجد انهم جاء من كل فج عميق.
(ب)-
وفي - (احصائية غير دقيقة)- نجد ان عددهم قد وصل الي نحو اكثر من (٢٥) الف شخصية وزرارية، شغلوا مناصب في الحكومات المركزية، وفي حكومات الولايات قبل وبعد الانفصال، وزراء الدولة هم الذين كانوا وراء تضخم حجم الحكومات.
٥-
كل الاحزاب الوطنية القديمة والجديدة مثل: (حزب الامة القومي، حزب الشعب الديمقراطي، حزب الوطني الاتحادي، الإخوان المسلمون، حزب المؤتمر الشعبي، حزب المؤتمر الوطني، الحزب الاتحادي الديمقراطي)، كانوا يرفضون بشدة القيام بترشيحات الاقباط لمناصب وزرارية، وقد خلت كل الوزارات السابقة من وزراء اقباط ماعدا في حالة واحدة عندما قام الرئيس الراحل/جعفر النميري بتعيين الدكتور/ موريس سدرة وزيرآ للصحة، وهناك ايضآ السيد/ وديع حبشي، الذي شغل منصب وزاري.
٦-
السيد / وديع حبشي، من طائفة الأقباط الذين هم أهل المتعالمة والمواطنة والوطن.. ولد في الخرطوم والتحق بكلية غردون - كلية الزراعة بشمبات - والتحق بوزارة الزراعة مفتشاً فيها، وتدرج في وظائفها حتى أصبح مديراً لها، وتم تعيينه النميري وزيراً للزراعة ثم بعدها تفرغ للعمل الخاص في مجال الزراعة.
٧-
ارتبط اسم الأقباط تاريخياً بالأمانة والنزاهة والدقة وربما يبررهذا ولعهم بالحسابات ومسك الدفاتر، وهناك طرفة معروفة عن الرئيس السابق نميري حين طاف بوزارة المالية يوماً وطلب معلومات وملفات تخص الوزارة، تلكأ بعض الموظفين في جمعها ليستشيط نميري غضباً وضرب المنضدة بقبضة يده قائلا:
"حتشوفو شغلكم واللاّ هسع أملاها ليكم اقباط؟.".
٨-
الاحزاب السودانية التي فازت بالانتخابات في سنوات الديمقراطية، همشت الاقباط عن عمد وعملت علي استبعادهم تمامآ من مناصب كبيرة في الحكومات، ولكنها في نفس الوقت حرصت علي منح الجنوبيين مناصب وزارية (مهمشة) مثل: وزارة الثروة الحيوانية، وزارة الاشغال من اجل ذر العيون عن عنصريتها التي ما توقفت وزادت من سيئ الى اسوأ بعد انقلاب "الجبهة الاسلامية" التي صادرت ممتلكاتهم وطردت نحو (٢٤) الف اسرة قبطية من البلاد وشتتهم في ارجاء المعمورة، وقطنوا بلاد اصلآ ما كانوا يتوقعون اللجوء اليها!!
٩-
نتوقع بعد ايام قليلة تشكيل وزارة مدنية تختلف تمامآ عن تشكيلات الرؤساء السابقين عبود ونميري والبشير والصادق، حكومة كفاءات تعيد بناء سودان مثخن بالجراح ويحتاج الي من هم ادري بالعلاج،...فهل يا تري نسمع بوجود وزير قبطي ضمن تشكيلة الحكومة الجديدة؟!!
١٠-
اتمني ان يكون المحامي الضليع/ نبيل اديب، ضمن الوزراء في التشكيل القادم.
١١-
مواضيع مقالات لها علاقة بالموضوع:
(أ)-
قبيلة "السيد الوزير" ..من (1) الي -(15)-
الرابط:
https://www.sudaress.com/almeghar/8401
(ب)-
التعديلات الوزارية في السودان عبر الحقب...
الرابط.
https://www.sudaress.com/almeghar/7922
(ج)-
هؤلاء الوزراء:
من هم..ومن اين جاءوا ؟!!
ماهي مؤهلاتم وشهاداتهم ؟!!
الرابط:
https://www.sudaress.com/hurriyat/182638
(د)-
أقباط السودان:
الحاضر المنسي في زمن الانفصال...
الرابط:
http://www.bbc.com/arabic/middleeast...correspondents
(هـ)-
السودانيون الأقباط..
ترانيم تظلل صلوات اعتصام مقر قيادة الجيش...
الرابط:
https://al-ain.com/article/sudanese-...ud-sit-in-army
ثانيـآ:
من هم اشهر الاقباط في السودان؟!!
(١) -
يوسف مخائيل الذي حظي على لقب امير من الخليفة التعايشي وكتب مذكرات عن العهد التركي والمهدية والحكم الثنائي كشاهد عيان.
(٢)-
ابراهيم بك خليل المعروف بعميد الأقباط عمل في فترة المهدية اميناً للمال وكانت تعتبر هذه الدرجة كدرجة وزير المالية ثم بعد المهدية اشتغل بالتجارة وقد اقرض في ايام غردون مالا لدفع المرتبات.
(٣)-
في مجال التجارة:
(أ)-
برع الأقباط في مجال التجارة فنجد عدد كبير منهم يمتهنها فنجد السيد/ عبد المسيح تادرس عميد أقباط امدرمان وكبير التجار فيها ، وعضو
مجلس الشيوخ في اول حكومة وطنية في السودان.
(ب)-
عائلة انطونيوس سعد التي أقامت بنكاً خاصاً وكان بنك الأقباط هذا يعمل
في ثقة واطمئنان يقصده المواطن السوداني وقد وصل موريس لوقا الى
مركز محافظ بنك السودان، عدلى اسكندر نائبا للمحافظ.
(ج)-
رمسيس اسكندر، مؤسس شركة الطيران السودانية.
(٤)-
في مجال الطب:
*- الدكتور/ الفونس بشاي اول طبيب اسنان سوداني.
*- الدكتور سمير فرنسيس، أول طبيب علاج طبيعي.
*- بروفسير/ يوسف جاد، اول رئيس قسم للعلاج الطبيعي بجامعة نصر الدين.
*- الدكتور/ داود اسكندر اشهر طبيب متخصص في امراض النساء
والولادة وكان من الدفعة الاولى التى تخرجت في مدرسة كتشنر الطبية.
*- دكتور/ حشمت شفيق صليب.
*- بروفسير/ جون جندى.
(٥)-
في مجال الرياضة:
تألق عدد كبير من أقباط السودان مشاركين في نادي المريخ ومؤسسين له بدءاً بعبد السيد المسيح فرح ونجيب يسى سكرتير نادي المريخ زهاء الخمسة عشر عاماً كما كان الملحق التجاري بسفارة السودان بالمملكة المتحدة وساهم في تأسيس الخطوط الجوية السودانية وآخر منصب تقلده قبل تقاعده مديرًا عاماً لدار سك النقود السودانية وهو الذي تبنى فكرة دمغة الذهب في السودان الى أن أنزلها حيز التنفيذ وكذك خليل عبد الملك وفتحي عازر وغيرهم من أقباط كذلك نجد السيد فتح اللَّه بشارة أحد مؤسسي نادى الهلال والسيد صالح جرجس سكرتير النادي الأهلي بالخرطوم.
(٦)-
في مجال القضاء:
(أ)-
نجد مولانا هنري رياض سكلا قاضيا للمحكمة العليا وقد اثرى الساحة القانونية بمؤلفاته التي تزخر بها مكتبة القانون بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الامريكية.
(ب)-
مولانا/ ادورارد رياض سكلا محامياً عاماً لجمهورية السودان.
(ج)-
مولانا/ كرم شفيق قاضي محكمة الاستئناف.
(د)-
الاستاذة/ تريزا نجيب يسى المستشارة القانونية بالنائب العام سابقاً.
(٧)-
في مجال الثقافة:
(أ)-
من أبرز الشخصيات القبطية التي أثرت في الساحة الثقافية، جورج مشرقي، الذي كان محله لبيع عصير الليمون منتدى ثقافياً، في أم درمان، وكان يرتاده الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر، حين كانا ضابطين يخدمان في السودان، بالإضافة إلى مجموعة من الأدباء والفنانين مثل إبراهيم الكاشف وعثمان الشفيع.
(ب)-
الاستاذة /آمال مينا بصحيفة "الايام".
المؤرخ المخضرم/ رمسيس جرجس.
(٨)-
جامعة الخرطوم:
(أ)-
في جامعة الخرطوم تقلد الأقباط العديد من المناصب منهم البروفسير/ رفعت سلامة عميد كلية الصيدلة بجامعة الخرطوم.
(ب)-
انجيل اسحق جرجس، اول فتاة سودانية تدخل جامعة غردون.
(ج)-
البروفسير/ فيليب جورج مصلى عميد كلية العلوم بجامعة الخرطوم.
(د)-
السيدة /هيلين صليب عبدالمسيح اول مساعد مسجل بجامعة الخرطوم بعد السودنة.
(هـ)-
البروفسير/ صفوت فانوس استاذ الدراسات السياسية بجامعة الخرطوم.
(و)-
الاستاذ/ ماريو اوتو انطوان قنصلاً عاماً لسفارة السودان، بردكسل.
(ز)-
لويد جورج، صاحب اول مؤلف في البحوث الزراعية واول باحث تهتم افريقيا بابحاثه وله ايضا نظرية زراعية تدرس باسمه في الجامعات الافريقية
(٩)-
شخصيات قبطية:
(أ)-
ومن الشخصيات القبطية الكبيرة القمص/ بولس فواد، /وليم زكريا،
ورفعت حكيم، والدكتور نصري، وبروفسير/ جون جندى، وانطونيوس
فايق، والمؤرخ المخضرم/ رمسيس جرجس.
(ب)-
المهندس وديع حبشي وزير الزراعة في حكومة مايو وخبير الأغذية العالمية باديس ابابا والدكتور موريس وزير الصحة والأستاذ عمانويئل داود انطون وكيل وزارة النقل والمواصلات.
(ج)-
الخواجة/ بنايوتي، من اغنى أقباط الخرطوم.
(د)-
احتسب الأقباط "جرجس يسطس" أول ضحايا حكومة الإسلاميين، نهاية ثمانينيات القرن الماضي. وكان جرجس يعمل طيارًا في الخطوط السودانية ، واتهمته السُلطة بالمتاجرة بالعملة الأجنبية، ونفذت عليه حكمًا بالإعدام في فبراير/1990. عندها، شعر العديد من الأقباط بقرب تاريخ المواجهة الحتمية، فتزايدت مشاعر القلق، واختار بعضهم الهجرة خارج الوطن دون أن يخلعوا عنهم سودانيتهم، أو يتخلوا عن حنينهم إلى موطن الآباء والذكريات.
(هـ)-
(3) ملايين قبطي داخل وخارج السودان.
واخيرآ:
الشكر وكل الشكر لبعض المواقع السودانية والاجنبية والصحف التي اقتبست منها كثير من المعلومات.
بكري الصائغ
[email protected]
|
خدمات المحتوى
التعليقات
#1841692 [بكري الصائغ]
07-11-2019 05:12 PM
١-
اخر الاخبار عن الترشيحات:
البرنس يعتذر عن المشاركة في الحكومة الانتقالية
المصدر:- صحيفة "الراكوبة" -
- 07-11-2019 -
*- (كشفت مصادر مطلعة للراكوبة عن اعتذار الكابتن هيثم مصطفى المشاركة في الحكومة الانتقالية . وطبقا للمصادر فإن قيادات من تجمع المهنيين السودانيين عرضت على هيثم منصب وزير الشباب والرياضة بيد أنه اعتذر عن قبول المشاركة في الحكومة المقبلة. وأضافت المصادر أن هيثم شكر القيادات وابلغهم بزهده في المنصب الوزاري ورشح لهم صحفية رياضية لتولي المنصب. وقالت المصادر إن هيثم ابلغهم بأنه خرج مع الجماهير وساند الثورة السودانية ولايزال حزيناً على الشهداء ولا يرغب في مكافأته بمنصب وزاري.).
٢-
حتي الان اشهر الاسماء
التي ظهرت في الصحف:
(أ)-
المعلومات تشير إلى أن القوى وضعت مرشحين اثنين رجل وامرأة لرئاسة مجلس الوزراء، مشيرا إلى أنه حال اختيار امراة، ستكون أول من يتولى هذا المنصب في تاريخ السودان.
(ب)-
الدكتور عبد الله حمدوك.
“حمدوك” وافق على رئاسة الوزراء في الحكومة الجديدة، لكنه تحدث لمرشحيه حول ضرورة التوصل لاتفاق مع الحركات المسلحة قبل الإعلان عن ذلك.
(ج)-
(الدقير) أقوى المرشحين لتولي رئاسة الوزراء.
(د)-
(قوى الحرية والتغيير) رشحت ثمانية أسماء ممثلين لها في المجلس السيادي، أبرزهم الدكتور إبراهيم طه أيوب والدكتور صديق تاور والدكتورة فدوى عبد الرحمن علي طه وبابكر فيصل وطه عثمان المحامي.
#1841526 [مـسـتـر ايــدن]
07-11-2019 03:21 AM
تـداول الـنـاس اخـبـار بعض اجـتـماعـات المجـلس العسكرى وقوى التـغـيـيـر بأنها كانت تعـقـد فى مـنزل الوسـيط السيد / انـيـس حـجار والذى اظـنـه قـبـطى .
#1841519 [بكري الصائغ]
07-11-2019 01:38 AM
في نشرة اخبار المحطة الفضائية "الجزيرة" - اليوم الخميس ١١/يوليو، - وتحديدآ في تمام الساعة الواحدة صباحآ بتوقيت المانيا، تم عرض عدة لقطات حية من مجزرة "القيادة العامة"، واكد المذيع ان الذين قاموا بالمجزرة هم قوات "حميدتي"!!
يبقي السؤال مطروحآ بشدة امام باقي اعضاء المجلس العسكري الانتقالي : متي يتم اعتقال "حميدتي"، وسجنه في كوبر اسوة بعبدالرحيم حسين المتهم بجرائم تصفيات جسدية؟!!
#1841493 [ابراهـيـم الـمـبارك]
07-10-2019 08:23 PM
عـندما كنا صغارا ندرس فى الخلوة كان شيخ الخـلوة " الفكى " يعـيـرنا عـندما نـفـشل فى حـفـظ وتسميع القـرآن بزمـيـلـنا فى الخـلـوة المرحوم جـبـرة القـبطى الذى كان من أوائل التلامـيذ الذين يـقـرأون القران عـن ظهـر قـلب . ولم نكن نعـرف وقـتها لأننا كنا صغارا الفرق بين المسيحى والمسلم فـقـد كنا اخـوانا وجـيرانا لا يفرق بيننا شئ .
ردود على ابراهـيـم الـمـبارك
[بكري الصائغ] 07-10-2019 11:30 PM
أخوي الحبوب،
ابراهـيـم الـمـبارك،
١-
مساكم الله تعالي بالافراح والمسرات، الف الف شكر علي الزيارة.
٢-
صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية كتبت عن المحامي/ نبيل أديب.
مسيحيو السودان في الخطوط الأمامية للحراك:
«الهلال مع الصليب... السودان اليوم بيطيب»
أحد شعارات ميدان الاعتصام...
المصدر:- جريدة "الشرق الاوسط" اللندنية.
- الأحد - 29 شعبان 1440 هـ - 05 مايو 2019 مـ -
(أ)-
على مدى أكثر من أربعة عقود كاملة، كرّس المحامي القبطي السوداني نبيل أديب (76 عاماً) حياته «للدفاع عن المُهمشين» من دون اعتبار لمعتقداتهم الدينية أو انتماءاتهم السياسية، مدفوعاً «بقيم الحرية والعدالة التي ورثتها عن والده» الطبيب ذي الأصول المصرية الذي انتقل إلى السودان في القرن الثامن عشر. وتحوّل مكتب أديب القانوني الواقع بحي العمارات في ولاية الخرطوم، لحاضنة للحقوقيين لسنوات، وملاذاً يلجأون إليه من أجل الدفاع عنهم أمام المحاكم، إلى جانب اضطلاعه بتوثيق انتهاكات حقوقية وتقديم المساعدة القانونية لضحايا سوء المعاملة الحكومية والدفاع عن الأقليات. ويقول أديب لـ«الشرق الأوسط» إن «كل ما نحتاجه هو أن نُصِر على الانتصار للحق، فالدفاع عن المُظلومين، من داخل بلدي، هو شرف واختيار سياسي وإنساني كُنت واعياً بتبعاته ومرتضياً به حتى النهاية التي شاءت أن أشهد في نهاية حياتي أعظم حدث فيها وهو الثورة».
(ب)-
ورغم «العلاقات الطيبة» بين مسيحيي السودان ومسلميه، بحسب وصف أديب، فإن النظام (الحركة الإسلامية) بقيادة عمر البشير جعل المسيحيين هدفاً لحملات متكررة، تنوعت وسائلها بين هجوم الإعلام الحكومي عليهم، ونعتهم بأوصاف تحريضية، ومصادرة ممتلكات بعضهم بزعم «الدعوة لأفكار دينية منحرفة تخالف الإسلام»، ونقل رسائل إلى كثيرين منهم بطريقة غير مباشرة للهجرة. ويوضح أديب: «علاقاتنا مع المواطنين أكثر من ممتازة. لم نتعرض لعنف أهلي، أو استهداف من جانبهم على أساس الهوية. كنا مجتمعاً واحداً، يدعمنا الكثيرون منهم في مطالبنا خصوصاً تجاه سياسة البشير في التمييز الطائفي والعرقي».
(ج)-
ولم يُكرس أديب عمله للدفاع عن الأقباط فحسب، بل دافع أمام المحاكم عن كثيرين استهدفهم النظام، بينهم رئيس «حزب الأمة» المعارض الصادق المهدي، ورئيس «حزب المؤتمر» ذي التوجه القومي إبراهيم الشيخ، والمُرشح الحالي من جانب «قوى إعلان الحرية والتغيير» لمنصب رئيس الوزراء مضوي إبراهيم، إضافة إلى صحافيين معارضين كثيرين عاقبهم النظام السابق بالسجن أو الاعتقال، بينهم الصحافية لبنى أحمد حسين التي اعتقلت بسبب ارتدائها بنطالاً.
(د)-
وينتمي أديب إلى مسيحيي السودان من ذي الأصول المصرية، وهم في أوضاع ميسورة ويعمل أغلبهم في التجارة أو في مهن الطب والهندسة والمحاماة، بينما تزداد هذه الصعوبات عند القطاع الغالب من مسيحيي السودان الآخرين لظروفهم الاقتصادية «شديدة السوء». وبين هؤلاء رأفت سمير (42 عاماً)، وهو رئيس لمجلس الطائفة الإنجيلية. وتكرر اعتقاله مرات كثيرة، كان آخرها قبل عام ونصف العام، وأبلغته أجهزة الأمن السودانية بعدم رغبتها في بقائه داخل البلد. ويقول رأفت لـ«الشرق الأوسط»: «قالوا لي: مش عاوزين أقباط تاني في البلد، وحاول تخلي الناس تسافر برة».
(هـ)-
كان شقيق رأفت من بين هؤلاء الذين غادروا البلاد قسراً قبل خمسة أعوام، بعدما صودرت ممتلكاته. ويقول: «نظام البشير اتبع سياسة اعتقال عشوائي وتهديد بسحب الجنسية ومصادرة الممتلكات». وأشار إلى أن هاتفه كان لا تنقطع عنه «رسائل التهديد»، أو التحريض على الهجرة. ويتذكر مضمون واحدة من تلك الرسائل التي «تلقاها المسيحيون الإنجيليون كافة يوم انفصال الجنوب»، وكان نصها أن «المساحة الجديدة للسودان يسكنها نحو 97 في المائة من المسلمين، لذلك ما عليكم سوى الرحيل إلى الخارج». ومع ذلك تظل فكرة الهجرة أو ترك البلد «مستحيلة» بالنسبة إلى أديب الذي اعتقل واقتُحم مكتبه أكثر من مرة. ويقول بصوت مشحون بالتأثر: «عمري ما أسيب البلد. هذه بلدي التي ولدت فيها، وسأدفن فيها إلى جانب أبي وجدي. لا يمكنني أن أعيش في غيرها. كان من السهل الحصول على جنسية أجنبية ورفضت، وما زلت مُصراً على عدم القبول بها».
(و)-
شكلت المظالم الواقعة على عموم السودانيين دافعاً أساسياً لسمير وآلاف غيره للنزول في مسيرات احتجاجية تُطالب بإسقاط نظام البشير، وتقدم الخطوط الأمامية في الانتفاضة الأخيرة سعياً إلى حكم يلتزم بمعايير العدل والمساواة والنزاهة. ويوضح أن «المشاركة في الثورة كانت وسيلة الأقباط لتحرير أنفسهم من هذا الاضطهاد المتكرر من جانب نظام البشير الحاكم، خصوصاً العنصر النسائي الذي شكل الفئة الغالبة بين المشاركين، كما لعبت بعضهن أدواراً في التحضير له». الشابة السودانية سمر بولس واحدة من هؤلاء اللاتي انخرطن في الشأن العام السياسي بصفاتهن الوطنية، حين أسست قبل ستة أعوام مع نشطاء سياسيين مسلمين حركة احتجاجية حملت اسم «شباب التغيير» للتوعية بمساوئ النظام المعزول، وفضح محاولات لتزوير الانتخابات الرئاسية لصالح البشير. وتقول سمر التي انضمت لاحقاً إلى «تجمع المهنيين السودانيين»، إن «الهدف هو توعية الناس بمساوئ نظام البشير، وتحفيزهم للمُشاركة والنقاش في القضايا العامة السياسية». كانت الغاية الأساسية من هذا النشاط هي «الثورة على الفساد والظلم»، وفقاً لسمر التي توضح أنه «لا مشكلة عندنا مع رجل الشارع. كان النظام هو المحرض الرئيسي علينا، وسبب كل تلك السياسات الطائفية».
(ز)-
صمدت سمر كثيراً أمام انفعالات زوجها في ضوء نشاطها السياسي «خوفاً على حياتي وحياة أولادي»، بعدما تلقت تهديدات بالتصفية مرات عدة إذا استمر عملها ضد حُكم البشير. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «كانت المجموعة تلتقي في أماكن غير معروفة، ونستخدم هواتف محمولة بدائية بأرقام جديدة للتواصل، منعاً لاختراقها من جانب أجهزة الأمن التي كانت تراقبنا». وتشدد على أن مشاركة المسيحيين في الانتفاضة الأخيرة «كانت بصفتهم مواطنين يشتركون مع المسلمين في قضاياهم تجاه هذا النظام من غياب العدل وانتشار الفساد والاستبداد السياسي». وتستشهد على ذلك بعدم وجود شعارات تحمل مطلباً خاصاً للأقباط، وكذلك الهتافات التي رددوها في ميادين الاعتصام.
(ح)-
«الهلال مع الصليب... السودان اليوم بيطيب»، هو أحد تلك الهتافات التي صدحت بها حناجر المحتجين في ميادين الاعتصام، حين اصطفت مجموعة من المسيحيين لحماية المسلمين من أشعة الشمس الحارقة وهم يصلون. تقول سمر: «مشينا نقف مع ثورتنا ونغطي على إخوتنا وهم بيصلوا، قاموا اخترعوا لنا هذا الهتاف. والله بكينا». وأظهرت عشرات المقاطع المصورة من ميدان الاعتصام مسيحيي السودان يرنّمون في الاعتصامات أو يرفعون الصلوات هناك. كما دعا «تجمع المهنيين السودانيين»، قبل أسبوعين، مسيحيي السودان، للمشاركة في إقامة صلاة جماعية في الاعتصام.
(ط)-
ويغيب أي إحصاء رسمي لعدد المسيحيين السودانيين، بينما يُرجح أديب أن يُشكل عددهم في الداخل فقط نسبة 5 في المائة من إجمالي عدد السكان الحاليين.
#1841445 [بكري الصائغ]
07-10-2019 04:30 PM
٣-
السودانيون الأقباط..
ترانيم تظلل صلوات اعتصام مقر قيادة الجيش
المصدر: - العين الاخبارية -
رابط الفيديو:
https://al-ain.com/article/sudanese-copts-hymns-prayers-shroud-sit-in-army
- الجمعة 2019/4/12 -
في مشهد يعكس أبهى صور التسامح بين كل أطياف الشعب السوداني، احتفى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بصور وفيديوهات تظهر قيام السودانيين الأقباط بتغطية رؤوس المعتصمين المسلمين بالأقمشة من أشعة الشمس الحارقة، أثناء تأديتهم لصلاة الجمعة بساحة الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش. وشكل السودانيون الأقباط حضورا لافتا في الحركة الاحتجاجية التي تشهدها بلادهم منذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي؛ طلبا لسودان جديد عنوانه: الحرية والسلام اللذان ظلوا ينشدونهما مع إخوتهم في المكونات السودانية الأخرى.
ولكن السودانيين الأقباط تحولوا إلى واحدة من أيقونات الحراك الشعبي، بعد انتقالهم للاعتصام أمام قيادة الجيش بوسط العاصمة الخرطوم، حيث مثلوا مكون لافت للروح التي تغذي جسد الاعتصام من خلال الصلوات والترانيم التي تنشد انتصار الثورة وعودة الحقوق غير منقوصة.
ووفق شهود عيان تحدثوا لـ"العين الإخبارية" فإن ما قام به السودانيون الأقباط وجد استحسانا وتفاعلا من قبل المصلين، مؤكدين أن هذا الشيء ليس غريبا على أقباط السودان الذين تميزوا بالتسامح والتواصل الإنساني على مدى تاريخهم. ونقل الشهود أن السودانيين الأقباط شكلوا حضورا لافتاً في ساحة الاعتصام منذ بدئه في 6 أبريل/نيسان الماضي، حيث يشاركون بعوائلهم ويسهمون بدعواتهم وصلواتهم في دعم الحراك الذي أدى لتنحي البشير عن السلطة وتشكيل مجلس عسكري لقيادة البلاد.ويعود تاريخ الأقباط السودانيين إلى الدولة المسيحية الأولى، وكان الإنجيل في مملكتي علوة وسوبا بلغتهم، ولهم تاريخ ضارب في التسامح والتواصل الإنساني مع بقية مكونات المجتمع السوداني الأخرى.
ويرى مراقبون أن من أهم ثمار الثورة السودانية أنها أظهرت تلاحما وترابطا بين مكونات المجتمع السوداني، والتي وحدت أهدافها لأجل التغيير وبناء دولة العدالة والحرية والسلام والعيش الكريم.
#1841439 [بكري الصائغ]
07-10-2019 04:06 PM
٢-
الاقباط في العصر المسيحي:
في العصر المسيحي جاءت الديانة المسيحية إلى مصر أولاً، ثم وفدت منها إلى السودان. وقامت الكنيسة القبطية بدور كبير في تأصيل هذه الدعوة ونشرها حتى استقرت تماما في وجدان الشعب النوبي.
(أ)-
الاقباط في زمن التركية السابقة:
لكن تدهورت علاقة الأقباط بالسودان بعد أن اجتاح العثمانيون بلاد النوبة وطاردوا المسيحية فيها بغير هوادة حتى اضطر مَن أراد الاحتفاظ بدينه الهرب؛ وبقي السودان خاليا من أي مظهر للمسيحية فترة قرنين من الزمان هما القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر، وإن استمر الأثر الثقافي باقيا حتى اليوم. فلا يزال أهالي الجزء الأقصى من شمال السودان يستخدمون الشهور القبطية في تتبع حركة النيل ارتفاعا وانخفاضا، ولا تزال بعض الزخارف التي تزين البيوت ذات دلالات مسيحية أو فرعونية.
(ب)-
الأقباط في العهد التركي:
(أ)-
عندما أراد محمد علي بناء نهضة السودان نقل الأقباط من مصر إلى السودان وأراد أن يسلم أمانة المال للأقباط وأحضر منهم أربعين قبطياً ومعهم عائلاتهم، ووزعهم على كل ولايات السودان، وكانوا موظفين في الحكومة وقد عرفتهم البلاد مأموري ضرائب وكتبة، وقد عملوا في البريد والبرق والسكة حديد وغيرها من مصالح عامة، ومما جعل الأقباط يتزايدون ثقة محمد علي باشا بهم، فقد اتصفوا بالأمانة والنزاهة.
(ب)-
كانت عودة المسيحية إلى السودان ثانية في العصر الحديث على يد الأقباط، الذين دخلوا السودان عقب فتح محمد علي له عام 1820م، وشيدوا الكنائس، وقاموا بتأدية شعائرهم الخاصة بديانتهم، واتخذ العديد منهم السودان وطنًا لهم، إلا أن الظروف السياسية التي مر بها السودان حالت دون استمرار وجود الأقباط فيه؛ فعندما قامت الثورة المهدية تعرضوا للاضطهاد، وأُجبروا على تركه مع خروج الجيش المصري والمصريين وغيرهم من السودان، ومن بقى منهم أجبر على اعتناق الإسلام. إلا أن هذا الخروج لم يستمر طويلاً فلم تلبث الأوضاع السياسية أن تغيرت، وتم استرداد السودان عام 1898م، وبناء عليه عاد الأقباط ثانية إليه.
خامسآ/
الأقباط، مؤسسو السودان الحديث:
(أ)-
يعد السودانيون من أصول قبطية، من مؤسسي الحياة المدنية في السودان، بل يمكن القول إنهم من مؤسسي السودان الحديث. فهم بناة غالبية مرافق الحياة الحديثة، بعدما أدخلوا روح الحياة العصرية إليه، إذ عمل الأقباط في المصالح والإدارات الحكومية، كالبريد والبرق والتلغراف والسكة الحديد والإدارات المالية والحسابية، والأشغال والزراعة والغابات والقضاء، وانتُدب بعضهم للبحوث والاستكشاف حول ربوع السودان. كذلك نشطوا في الأعمال الخاصة والحرفية، فهم أول من أدخل الترزية الحديثة، وصالونات الحلاقة بالمعنى الحديث، والصناعات الخفيفة كالنسيج، إذ وطنوا صناعة المنسوجات وغيرها في الداخل.
(ب)-
إن الأقباط موجودون في معظم مدن السودان الرئيسية، وأكبر تجمع لهم كان في مدينة عطبرة شمالاً، حيث كانوا يعملون في السكة الحديد والتلغراف والتجارة. كما يوجد تجمع كبير آخر في أم درمان، غربي العاصمة الخرطوم.
(ج)-
لعب الأقباط دوراً سياسياً وثقافياً واجتماعياً وتعليمياً في تاريخ السودان الحديث، إذ أنشأوا أول مدرسة أهلية للبنات عام 1902، ثم المكتبة القبطية في 1908، وهي حافلة بأهم الكتب التاريخية، والمخطوطات، وكانت تقام فيها المسرحيات والندوات. كذلك الكلية القبطية للبنات 1924 والكلية القبطية للأولاد 1919، كما أن أول امرأة تدخل إلى كلية غردون التذكارية، "جامعة الخرطوم" حالياً، كانت من الأقباط، وتدعى آنجيل إسحق، كما يذكر ذلك القص فيلوثاوس فرج، في كتابه أقباط السودان. فضلاً عن إسهامهم في تأسيس ناديي المريخ والهلال الرياضيين، ومجمل مؤسسات المجتمع المدني، والحركات التحررية التي انخرطت في نضال ضد الاحتلال البريطاني للسودان.
-
سادسآ/
الاقباط في زمن حكم الانقاذ والبهة الاسلامية:
اضطهاد الاقباط السودانيين من قِبَل الكيزان
رابط الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=6wLD5cAMulA
#1841438 [بكري الصائغ]
07-10-2019 04:04 PM
من رقم (١) الي رقم (٣)
١-
الأقباط، مؤسسو السودان الحديث
المصدر: - موقع "رصيف 22" -
الاثنين - ٢٠/ يونيو ٢٠١٦ -
١-
تاريخ الاقباط في السودان
اولآ:
في العصور القديمة:
(أ)-
الديانة المسيحية موجودة في السودان منذ وجود الممالك النوبية فقد صارت كنائس النوبة تحت مظلة الكنيسة القبطية، وكان هذا هو السبب في مجئ الأقباط ليعيشوا في السودان وأن أول سوداني آمن بالمسيحية هو وزير الملكة «كنداكة أماني تيري» ولم يقم بنشر المسيحية في المملكة لانشغاله بأعمال الوزارة وجد الأقباط في السودان منذ القرن الرابع الميلادي، ولم ينقطع هذا التواجد على مر العصور، فقط ربما اعتراه التزايد والتناقص في ظروف خاصة.
(ب)-
حكاية "مصرايم" و"كوش":
في القرن الرابع ميلادي، سجل التاريخ أول دخول للأقباط إلى السودان، ونشروا المسيحية الأرثوذكسية في دولة النوبة شمالاً. ثم عادوا مرة أخرى، مع الاحتلال التركي المصري للبلاد عام 1821 كموظفين. واستمر منذ ذلك الوقت وجودهم في السودان. إلا أن تدفقهم بأعداد كبيرة بدأ بعد انهيار دولة المهدية 1885 - 1898 أي تزامناً مع بدء الاحتلال الإنجليزي - المصري للسودان (1898- 1955).
(ج)-
يقول الأب فيلوثاوس فرج في كتابه "أقباط السودان": "في ما يربط بين مصر والسودان، أنه جاء في الإصحاح العاشر من سفر التكوين، أن إبني حام ابن آدم، وهما (مصرايم) أبو المصريين، الذي نسب إليه القطر المصري، و(كوش) أبو الكوشيين، وهم سلالة السودان الشمالي، وهذا يعني أن مصرايم وكوش أخوان من دم واحد".
#1841431 [Shawgi Badri]
07-10-2019 02:54 PM
العزيز بكري ، مرة اخرى الشكر على هذا الجهد ....... دكتور مورس سدرة كان وزيرا للصحة في حكومة نميري ، شقيقه لويس سدرة كان اشهر ضابط بوليس مع ابارو. لويس هو من حل معضصلة نهل باكليز في مدني لواسطة عباس باركليز والفلاتي وبقية العصابة في الخمسينات .
بنيوتي الذي ذكرته لم يكن قبطيا بل يونانيا . حون جندي او جون بطرس درس في براغ كان يسكن في المدين الجامعية البلوك 2 غرفة 126 انا كنت اسكن في الغرفة 242 شقيقه اميل وابن عمه يوسق بطرس كانوا من اعمدة تشيكوسلوفاكية . استلمت منه سكرتارية المالية . كان متزنا كنت مطلوق اليد في ميزانية الاتحاد . حفلات وفستفال لطلاب شرق اوربا .لم اهتم الشيك كان بيدفعوا .
ابراهيم خليل سكن المسالمة كان يسلف غردون الفلوس في ايام الحصار . بعد المهدية تحصل على تعويضات كبيرة كان كريما مع جيرانه . لكن لم يكن مسؤولا عن مالية المهدية . اولاد بن زيون او لسيوني موسى ويونس من ادار تجارة الخليفة واخيه يعقوب ...... يوسف ميخائيل المولود في الابيض مع اشقاءه مليكة وجورجوس لم يكن اميرا ولكن مقدما على الاقباط . زوجته امرأة مقتدره اسمها فكتوريا سكنوا المسالمة كان نديما للنور عنفرا يحبان العرقي . شارك في كرر واصيب برصاصة باردة سجن في الابيض بسبب صناعة العرقي كانت له طاحونة .
ردود على Shawgi Badri
[بكري الصائغ] 07-10-2019 11:07 PM
أخوي الحبوب،
،Shawgi Badri
١-
حضورك السعيد دائمآ يريح النفس ويشرح الصدر.
٢-
مقال منقول:
(حي المسالمة) الأم درماني.. لنا فيه كنيستنا ومسجد!!
الرابط:
http://www.almeghar.com/archives/5477
(حي المسالمة)، أحد أحياء أم درمان المتفردة، حيث يجمع في باطنه عدداً مقدراً من المجموعات الثقافية والدينية المتباينة ذات السحنات المختلفة، وفيه يرفع الآذان وتئن (نوبة الصوفية)، وتقرع نواقيس الكنيسة، كل ذلك يحدث في انسجام تام.
ويُعد ( المسالمة) من أقدم الأحياء الأم درمانية التي وضعت لبناتها الأولى في عهد المهدية أيام الخليفة “عبد الله التعايشي”، وهو الذي أطلق عليه هذا الاسم في إشارة لاعتناق طائفة من المسيحيين واليهود الإسلام، فضلاً عن التعايش السلمي بين الطوائف المختلفة.
وإلى جانب كل ما ذكر آنفاً، ضم الحي عدداً مقدراً من القيادات السياسية، عبر الحقب المتتابعة، وكثيراً من المبدعين والمثقفين والفنانين والشعراء الذين دلقوا عصارة شعرهم في التشبيب والغزل في حسناوات (المسالمة)، فكانت (لي في المسالمة غزال وظبية المسالمة)، وهنالك رواية تقول إن أغنية ” صلاح أحمد إبراهيم” و”حمد الريح” (مريا)، قيلت أيضاً في إحدى حسناوات المسالمة القبطيات.
لكن دعونا ندخل الحي.. ونرى ماذا يقول أهله:
ألفي القلب في القلب
تناصف الأستاذ “ميرغنى عبد العزيز” خطيب وإمام مسجد (الشروق) بالمسالمة والأستاذة الأديبة “نعيمة بشير سابل” بعض سيرة الحي الزاخرة، ولم يتركا شاردة أو واردة تفلت في هذا الصدد إلاّ أحصياها عبر السطور التالية:
يمتد (حي المسالمة) شمالاً من مقابر البكري، وينتهي جنوباً عند سوق أم درمان، ومن شارع الشنقيطي غرباً حتى شارع كرري شرقاً، و”الخليفة عبدالله التعايشي” هو الذي أطلق اسم المسالمة على الحي، حيث اعتنق عدد كبير من سكانه المسيحيين واليهود آنذاك الإسلام.
ويمضيا قائلين: يُقال إن بعض حاشية خليفة المهدي كانوا يجبرون بعض المسيحيين على دخول الجوامع، فكانوا يلتفتون إلى الكنائس ويرددون (يا كنيسة الرب ألفي القلب في القلب) وكنيسة الرب التي شُيدت عام 1800م صارت اليوم حطاماً وأطلالا،، لكن وبعد أفول المهدية عاد كثيرون منهم إلى المسيحية، وبقي آخرون على الإسلام ما أسفر عن وجود أسر تضم بينها مسلمين ومسيحيين.
نادي المريخ في بيت الكردي:
وسكنت (حي المسالمة) جنسيات مختلفة من السوريين والشوام والأرمن والسودانيين والأقباط ، ومن أعرق أسر الحي القديم (أسرة التميداب، بينين، النبيداب، الكتيابى)، وبحكم الجوار الجغرافي والتمازج العرقي حدثت توأمة بين (حي المسالمة) و(حي العرب) سيما أن ثمة تداخل بينهما في الحدود ومصاهرات بين الأسر جعلت منهما شيئاً واحداً.
وفي السياق تقول السيدة ” نعيمة بشير سابل”: من أشهر بيوتات الحي بيت “نجيب إبراهيم كباشى” وهو أول بيت في الحي من جهة السوق، يجاوره مباشرة منزل “عبد العزيز رضوان” ومنزل ” الكردي” الذي أُُنشئ فيه أول نادٍ للمريخ، الذي كان اسمه (تيم المسالمة)، يليه منزل “خالد حسن عباس” وزير المواصلات في العهد المايوي، ثم بيت “جعفر علي بخيت” وزير الحكومات المحلية في ذات العهد، فيما ضم الشارع الغربي منزل “صديق عيسى” يجاوره منزل “أسطى صالح” يليه منزل “أبو مرين” و”عباس صبير” و”جورج مشرقي” وناس (يسّا) و”بشير سابل”، وهؤلاء هم سكان المسالمة القدامى.
أرمِ حبلك وأحصل على قطعة أرض:
تواصل السيدة ” نعيمة سابل”: كانت القرعة للحصول على سكن تشوبها الغرابة، فما كان من الشخص إلا وأن يرمي بالحبل وأينما يقع (يدق الوتد )، وذلك بعد إزالة الأشجار والأدغال، حيث أن المكان كان عبارة عن غابة، وكان المتر في حكومة “برمبل” بقرش ونص وارتفع إلى جنيه في عهد الانجليز.
واستطردت قائلة: يلي تلك البيوت بيت “مأمون عوض أبو زيد” عضو مجلس قيادة الثورة في العهد المايوي، ووزير الداخلية الناطق الرسمي بجهاز الأمن القومي ووالده “عوض أبو زيد” الذي كان من الرعيل الأول وكان رئيساً للمجلس البلدي، ويجاوره منزل الدكتور “جعفر محمد علي بخيت” وزير الحكومات المحلية في مايو، ثم منزل ناس “النحاس” وكان وزيراً للإسكان أبان حكم الرئيس الأسبق نميري، وأضافت: و”آل النحاس” كانوا أول وأكبر تجار النحاس بسوق أم درمان، ولا أنسِ أيضاً منزل “الحضري”، و”اسحق خضر” و”ملكه وبتول زكريا”.
حاول يخفي نفسو فـ( تزوجناه)!!
ومن الشعراء والفنانين الذي سكنوا (حي المسالمة)، الشاعر “سيد عبد العزيز” صاحب (حاول يخفي نفسو شفناهو شفناهو)، وقد تزوج “سيد” بحسب “نعيمة سابل” ممن قال فيها القصيدة والأغنية الشهيرة، ومن سكان الحي “عبد الرحمن الريح”، وهو شاعر أغنية (لي في المسالمة غزال)، إضافة إلى الشاعر الكبير “سيف الدين الدسوقي” والشاعر “عبيد عبد الرحمن”ـ والفنانين “التاج مصطفى”، “إبراهيم عوض”، “رمضان حسن”، وأولاد البنّا.
معالم تاريخية:
تعتبر الجوامع والكنائس والمدارس القديمة من أبرز معالم الحي، ومنها مدارس كمبونى، الكلية القبطية، مدارس التوفيق والتقدم التي تحولت إلى (سان جورج) والمدرسة القبطية، ومن الجوامع ( البرقدال ــ جامع عبد الغفار ــ عبد العزيز ـ فضل المولى ــ على أحمد ) إلى جانب ثلاث كنائس.
واعتبرت “نعيمة سابل” (حي المسالمة) أقدم أحياء (أم درمان)، يليه بالترتيب من حيث الأقدمية، ود نوباوي، البوستة، حي العرب، بانت، العرضة، أبو روف، القلعة ود أرو، بيت المال، الملازمين، ثم الثورات التي أُسست في عهد عبود، ثم الفتيحاب والصالحة التي قامت بتوزيعها “نعيمة” بنفسها بحكم عملها في الأراضي.
#1841424 [سودانى طافش]
07-10-2019 01:54 PM
استاذى العزيز الصايغ
تحياتى ليك
اقدر طرحك لكنى ضد توزير فلان لانه قطبى أو علان لانه نوباوى ..لو لاحظت وبما أننا بصدد منح الأقباط كأقباط مساحة فى التمثيل الحكومى التنفيذى أو حتى التشريعى فلو تلاحظ قديما بأن الوزراء كانوا كفاءات بغض النظر عن هويتهم أو انتمائهم حتى الذين جلسوا فى مقاعد الوزارات نتيجة المحاصصات الحزبية اعتقد انه حاليا يجب ألا ننظر إلى الطائفة تلك أو الاثنية تلك وتقرر لابد من تمثيلها وبالذات حكاية الهامش وابناء الهامش !
لو لاحظت بأنهم كلهم شاركوا فى الدكتاتوريات التى مرت على السودان والأغرب ناس الهامش الذين يتباكون على التهميش كانوا من دعائم حكم الإسلاميين حتى أغلب الحركات المسلحة هم من الاسلاميين.. المرحلة المقبلة ستكون صناديق الاقتراع فاليشكل الأقباط جسما للانتخاب واليهود جكسا ولا استبعد ان يصوت كثير من الشباب السودانى للأقباط اما انا فلايستبعد ان أصوت لليهود
ردود على سودانى طافش
[بكري الصائغ] 07-10-2019 10:51 PM
أخوي الحبوب،
سودانى طافش،
١-
احييك اطيب تحية ، واحي حضورك السعيد.
٢-
رجل المهام الصعبة يجسد أصالة أقباط السودان :
في ذكرى الاستاذ الراحل/ سمير جرجس.
الرابط:
https://www.sudaress.com/hurriyat/234617
الكاتب: يحي العوض - صحفي.
٣-
الراحل/ سمير جرجس، شيوعي من الطراز الاول،
كان من أهم الملاذات الآمنة هربا من أجهزة الامن، الاختباء فى خلاوى الركابية بامدرمان، أهل الاستاذ عبد الرحمن عبد الرحيم الوسيلة، عاشق شكسبير وعضو المكتب السياسى للحزب الشيوعى، خال الدكتور مصطفى مبارك، وعندما نعرف ان الرجل الذى يطارده الأمن هو الاستاذ سمير جرجس مسعود، المدير الادارى لجريدة(الميدان)، والمنتمى الى قبيلة الاقباط، تتجسد امامنا رحابة الايمان ومروءة جيل الآباء من المسلمين والمسيحيين. وفى ملحمة النقاء والتسامح المتبادل، شمخت خلوة بولس,( وهو مسيحى قبطى ارثوذكسى استقر فى السودان من صعيد مصر فى امدرمان وأنشأ خلوتين لتعليم المسيحية لابناء المسيحيين والاسلام لابناء المسلمين، فى اربعينات القرن الماضى وتولى الاشراف على خلوة القرآن الشيخ النور ابو حسبو).
وتزوج الاستاذ سمير جرجس الاستاذة عفاف من اسرة الكباشى ,وقد اشار لهذه المعلومة الباحث والموثق المتفرد الاستاذ شوقى بدرى وكنا فى مجلة (القوم) قد وثقنا للاسرة القبطية التى تحمل اسم الكباشى، العام 1986 عندما قرأنا نعيا فى جريدة الايام يقول:( انتقل الى الامجاد السماوية السيد ميخائيل الكباشى ويقام العزاء بمنزل الاسرة فى المسالمة).
وللتوثيق (اعادة لوقائع ذكرناها فى مقال سابق) زرنا منزل الاسرة بامدرمان وكذلك قرية الشيخ الكباشى. وروى لنا الخليفة الحبر المزيد من التفاصيل عن الصلات المتجذرة بين الاسرتين, وقال ان السيد ميخائل تأخر فى الانجاب، وزار الشيخ الكباشى طالبا دعاءه، واستجاب الله ورزق السيد ميخائيل ولدا فاسماه الكباشى!.
الاستاذ بكري
كل مقالاتك جميله ودايما فيها رايحه ام درمان وملكال ياخي خفف وأنصف المدن الاخري
عنوان مقالك غير موفق بدليل
لقد ذكرت في مقالك حكومه كفاءات وهذا يكفي ويتجنب اَي عرق كان
الاستاذ نبيل أديب يستاهل عشان كفاءات وليس عن محاصصه
الانتخابات جايه ويستاهل الأقباط او غيرهم في حصد النواب وكذلك الوزارات
وأرجو ان يكون هذا هو الديدن مستقبلا وليس محاصصات
المراه ممكن يكون لها نسبه لظروف البلد الاجتماعيه ونسبه الأميه والورث الاجتماعي
والف تحيه لأستاذنا بكري
ردود على ود قيلي
[بكري الصائغ] 07-10-2019 10:38 PM
أخوي الحبوب،
ود قيلي،
١-
حياك الله وجعل كل ايامكم افراح ومسرات دائمة، مشكور علي التعليق الجميل.
٢-
اقباط السودان هل سمعت عنهم ؟!!
الكاتب: طلحة جبريل.
الرابط:
http://coptic-nation.blogspot.com/2008/03/blog-post_12.html
-Wednesday, March 12, 2008-
(أ)-
برايتون في انجلترا ، وآخرون طوحت بهم الايام الى استراليا وكندا. في برايتون التقيت بعض الذين هاجروا الى هناك . اختاروا هذه المدينة الساحلية صدفة ، ذلك انهم اقتفوا أثر المجموعات الاولى التي ربما اختارت الاستقرار هناك. حمل المهاجرون الى برايتون كل عاداتهم وتقاليدهم السودانية وحتى موسيقاهم. ساد انطباع خاطئ مؤداه ان اقباط السودان هم امتداد لاقباط مصر. لكن هذا الانطباع ليس صحيحاً على الاطلاق . ربما يشترك الجانبان في الانتماء الى الكنيسة الارثوذكسية ، لكن عدا ذلك لا يجمع بينهما سوى ما يجمع السوداني والمصري بكيفية عامة سواء كان مسلماً أو قبطياً.
(ب)-
نوفمبر عام 2005 انعقد مؤتمر في واشنطن نظمه الاقباط المصريون تحت شعار " الديمقراطية في مصر للإسلاميين والمسيحيين " ، وخلال أربعة ايام ناقش المجتمعون قضايا بلا حصر تتعلق باوضاع الاقباط في مصر، وحقوق الانسان وتطبيق الشريعة الاسلامية على غير المسلمين تحدث مشاركون عن " اضطهاد الاقلية القبطية في مصر " وعن " إجبار فتيات صغيرات على الزواج من مسلمين" و "تهديم كنائس " وما الى ذلك من أمور لا يمكن الجزم بصحتها او خطأها.
(ج)-
ما لفت انتباهي في ذلك المؤتمر أن قبطياً سودانياً واحداً لم يشارك فيه .كما لم يتطرق أحد أصلاً الى مشكلة الاقباط السودانيين. شاركت في المؤتمر منظمات تدافع عن حقوق الإنسان ، وشارك فيه ممثلون عن الأقلية النوبية في مصر ، وحتى يهود ليبيا، وأقباط من استراليا وكندا ومصر، بل وشارك فيه باحثون مسلمون معنيون بقضايا الديمقراطية وحقوق الأقليات . لم يجد أقباط مصر قبطاً سودانياً واحداً يشارك في مؤتمر واشنطن. ولعلهم حسناً فعلوا.
(د)-
تساؤل . بل من المعيب أصلاً طرح هذا الامر سراً أو علناً . لا يجوز لاي سوداني سواء كان في السلطة او خارجها، ان يقرر من هو المواطن ومن هو ليس مواطناً . نحن جميعاً مواطنون على قدم المساواة . نحن جميعاً رضعنا الوطنية من ثدي امهاتنا . مساهمة الاقباط في الحياة السياسية في السودان واضحة وجلية . ساكتفي بالرموز . وإذ أحس أحد من خلال ما أكتب أن إعجابي ظاهر بحيوية هذه الشريحة من السودانيين، فهذا الإحساس صحيح ولست أداريه ولا أحاول وإنما أقر به منذ اللحظة الأولى لكي أريح نفسي وغيري . كان القانوني هنري رياض من أبرز القانونيين في تاريخ السودان المعاصر، رفد المكتبة بكتب مرجعية ، وترجمات ساهمت في تكوين وعي عدد لا يحصى من المتعلمين. كان شخصية وطنية من تلك الشخصيات التي يستظل الناس بظلالها الوارفة في لحظات الشدة.
(هـ)-
صباغ في حزب الامة ، وسمير جرجس في الحزب الشيوعي . ثم كان هناك المحامي نبيل أديب في قيادة التجمع الوطني الديمقراطي . ثقة الناس في الاقباط جعلتهم يتولون عادة وظائف الصرافة والحسابات. عدد بلا حصر عملوا داخل الخدمة المدنية قبل أن يخربها جعفر نميري تخريباً متعمداً . كثيرون عملوا في هيئة السكك الحديدية ، وكانوا وراء الانضباط الاداري الصارم لهذا المرفق. قبل أن يحطمه نظام مايو البائس .عمل الاقباط في التجارة ، وكانوا أيضاً يحظون بثقة الناس في تعاملاتهم . انتشر الاقباط في جميع الارجاء والانحاء. في العاصمة والاقاليم ، وفي معظم المدن والقرى .
(و)-
مع بداية حقبة التسعينات راحت الامور تغيير ، ليس فقط بالنسبة للاقباط لكن مع جميع أهل السودان . نزلت على البلاد أجندة سياسية لتيار ظن ان بمقدوره بل من حقها " إعادة صياغة المجتمع السوداني " صياغة جديدة طبقاً " لتوجهات حضارية". لم يدرك اصحاب هذا التوجه أن هناك فرقاً كبيراً بين حق البشر في توجيه مقاديرهم وبين تجاسر بعض الناس على توهم صنع الكون . في آواخر ديسمبر عام 1989 تلقى الاقباط اول إشارة من إشارات التوجه الحضاري . كانت تلك الاشارة تقول لهم كلمة واحدة قاسية ومريرة : أرحلوا . كان بداية لليل طويل حالك. كان هناك من يريد أن يثبت فعالية البطش، وفي كل الاتجاهات.
(ز)-
مثل مساعد طيار سوداني يعمل في الخطوط السودانية يدعى جرجس القس بسطس امام تلك المحكمة . كانت التهمة هي تخريب الاقتصاد الوطني وخرق قانون التعامل بالنقد الاجنبي . قال الادعاء في المحكمة إن مساعد الطيار جرجس ضبط متلبساً بمحاولة تهريب حوالي 95 الف دولار مع شيكات بمبلغ 800 دولار ، وشيك آخر بمبلغ دولاراً 150 و175 ريالاً سعودياً و 840 جنيهاً مصرياً . لم تستغرق محاكمة جرجس طويلاً ، وصدر ضده حكم بالاعدام شنقاً حتى الموت . نفذ فيه حكم الاعدام فجراً في سجن كوبر في فبراير عام 1990 . تعرض جرجس الى إهانات بالغة وتعذيب قاسي خلال فترة اعتقاله ، كما تعرض لضغوط نفسية رهيبة ، حيث كان يستدعي عدة مرات على اساس ان ينفذ فيه حكم الاعدام لكنه يعاد الى زنزانته .
(ح)-
ومرة اخرى كانت الرسالة واضحة وصريحة لجميع الاقباط : أرحلوا .
شنت حملة نفسية تضغط على كثيرين ليس فقط بأن يبتعدوا عن الطريق وينزون في جحور ، بل يرحلون . كانت هناك مشاعر قلق آخذة في التزايد وسط الاقباط من ان البلاد في طريقها للانزلاق نحو حكم سيكون أقل تسامحاً . ولسوء الحظ كانت هذه المشاعر لها ما يبررها على ارض الواقع. بدأت مضايقات علنية واخرى تتم في الخفاء . لا أحد كان يدري لماذا استهدفت حملة التهجير القسري الاقباط على وجه التحديد . لكن ذلك قد حدث . حدث بكيفية واضحة لا لبس فيها . أجبر كثيرون على ترك وظائفهم وتجارتهم . واضطر كثيرون على بيع ممتلكاتهم باسعار بخسة . وخرج الاقباط موجة تلو موجة. وتشتتوا في جميع اصقاع الارض . لكن حنينهم الى وطنهم انتقل معهم الى حيث رحلوا . وشكلوا في كثير من الاحيان مجمتعات الشتات مع باقي ابناء وطنهم.
(ط)-
لم يحدث ان تطوع نظام شمولي تفكيك نفسه عبر صناديق الاقتراع ، فإن مسألة عودة الاقباط الى وطنهم أمر مرغوب ومطلوب بل هو حق لا يقبل اي نقاش .
(ي)-
ولكن حتى تعود هذه الشريحة من المواطنين لابد من إزالة الغبن ، وحصر المظالم التي وقعت وتصحيح ما يمكن أن يصحح منها .الوطن الذي يضيق بابنائه على الرغم من اتساعه وترامي اطرافه ، ليس قطعاً هو الوطن الذي نحلم به ونعمل من أجله. سمعة اهلنا خارج بلادهم انهم اطيب الناس وأكثرهم تسامحاً .
*- بربكم ، نريد فقط هذه الصفة *
#1841399 [بكري الصائغ]
07-10-2019 11:16 AM
بينما المناقشات تدور حول اختيار رجل او امرأة:
لماذا لا يكون رئيس الوزراء مسيحي؟!!
١-
جاء خبر مثير للغاية نشر اليوم الثلاثاء ٩/ يوليو الجاري في موقع "اخبار السودان" تحت عنوان "مصادر تكشف مفاضلة قوى التغيير بين امرأة ورجل لرئاسة الوزراء بالحكومة الانتقالية في السودان".
٢-
جاء في سياق الخبر:
*- (تحدثت مصادر متطابقة في الخرطوم ان قوى التغيير تفاضل بين امرأة ورجل لرئاسة الوزراء في الحكومة الانتقالية الجديدة . وقالت المصادر إن قوى الحرية والتغيير بالسودان تفاضل بين مرشحين اثنين لرئاسة الوزراء، رجل وامرأة وفق قناة الغد. وأوضحت ذات المصادر أن قوى التغيير وفرت لكل مقعد أكثر من اسم فيما يتعلق بمجلس السيادة ومجلس الوزراء. وأشارت إلى قوى التغيير ستعقد اجتماعا يحدد من بين الأسماء التي تم اختيارها بصورة نهائية عبر التصويت، موضحة أن قياداتها وضعت معيار أصحاب الكفاءات في الخيارات. ولفتت إلى أن المعلومات تشير إلى أن القوى وضعت مرشحين اثنين رجل وامرأة لرئاسة مجلس الوزراء، مشيرة إلى أنه حال اختيار امراة، ستكون أول من يتولى هذا المنصب في تاريخ السودان. وأكدت وفق الغد أن الترشيحات حول تولي مجلس الوزراء تدور بين الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الله حمدوك، لكن حتى الآن لم يعلن بصورة رسمية رغم أن هناك توافقا داخل الحرية والتغيير حوله.).
- انتهي الخبر -
٣-
وكما جاء في الخبر اعلاه، ان قوى التغيير تفاضل بين امرأة ورجل لرئاسة الوزراء في الحكومة الانتقالية الجديدة، ولا يخفي علي احد ان المتنافسين لرئاسة الوزراء في الحكومة القادمة، او الوزراء الجدد الذين سيتم ترشيحهم هم مسلمين (١٠٠%)!!، ولا فرصة لمسيحي او قبطي الدخول للامانة العامة لمجلس الوزراء، وهي عادة متبعة منذ تشكيل اول حكومة انتقالية عام ١٩٥٤ برئاسة الراحل/ اسماعيل الازهري، وظلت مستمرة طوال (٦٤) عام بلا توقف حتي اخر حكومة عام ٢٠١٨ برئاسة معتز موسي!!
٤-
الخبر اعلاه طرح سؤال هام:
(هل حقآ ، وعلي ارض الواقع المعاش، ان كل السودانيين سواسية كاسنان المشط ، يخضعون لقوانين عادلة تطبق بكل امانة ونزاهة وبلا تحيز او تغليب فئة علي اخري؟!!، وانه غير صحيح ما يقال، ان الغالبية المسلمة هي التي لها الحق الكامل في السيادة المطلقة، وان الاقليات الغير مسلمة عليها قبول ما هو مفروض عليها بدون اعتراض او (نقنقة)؟!!
٥-
(أ)-
اسأل كبار الجنرالات في المجلس وقوى التغيير، لماذا استبعدتم الاقباط والذين يشكلون نحو (٤) مليون قبطي داخل وخارج السودان عن المشاركة في جلسات تشكيل المجلس السيادي والحكومة القادمة؟!!
(ب)-
واسأل اعضاء قوي التغيير، اين هو التغيير الذي طرأ وانتم تستبعدون فصيل سوداني كبير من المشاركة الايجابية لبناء سودان جديد؟!!
(ج)-
اقول بالصوت العالي للمجلس العسكري وقوي التغيير " عيب والله الف عيب تعاملون الاقباط كما تعاملون رموز النظام السابق"!!
ردود على بكري الصائغ
[ود قيلي] 07-13-2019 06:14 PM
استاذنا بكري
كله مذكرته صحيح100 ٪ في 100٪
انا جاري قبطي منذ 100 سنه حيث كانت اسكن عائلته
انهم كما ذكرت تمام وكانوا يفضلون التجاره علي الوظائف الحكومية
وهم يصدقون القول لذلك نجحت تجارتهم ومعاملاتهم مع الناس واحبوهم
ومن درس منهم الجامعه نجح في مجال عمله تماما ولا يحبون الجيش مطلقا
لذلك تجد مساهماتهم في الحياه السياسية قليله لانهم أناس لا يفضلون
المواجهات عموما وليس جلهم لذلك لا تجد الا القله في الوظائف القياديه
الا البنوك ومجال المال والأعمال
انهم يفتخرون بسودانيتهم وعندما تتحسن اوضاع الحريه في السودان
سوف يرجع بعضهم
عندما تتحسن الأوضاع من يريد منهم الترشح سوف ينجح اذا كان مناضلا
كما نبيل أديب
انا احترمهم وسوف يأخذون حقهم السياسي بالانتخاب اذا نجحوا في الدعايه
الانتخابية واللوبي لكن ليس بالمحاصصة
الف شكر استاذنا بكري
*بعد اقصاء متعمد طوال (63) عام: هل نسمع بوزير قبطي في الحكومة القادمة؟!!
*المهندس وديع حبشي وزير الزراعة في حكومة مايو وخبير الأغذية العالمية باديس ابابا والدكتور موريس وزير الصحة والأستاذ عمانويئل داود انطون وكيل وزارة النقل والمواصلات.
ردود على مقاجي
[بكري الصائغ] 07-10-2019 09:58 PM
أخوي الحبوب،
مقاجي،
١-
الف تحية لشخصك الكريم، وسعدت بالحضور والمشاركة.
٢-
شيء من تاريخ الاقباط في السودان
أقباط السودان في ثورته
المصدر:- جميع الحقوق محفوظة لموقع "المدن" 2019 -
الجمعة 19/04/2019 -
(أ)-
كان السودان لوقت طويل، منفى الدولة المصرية الحديثة. المنفى بمعناه القانوني والمعنوي أيضاً. فالقوانين المتعاقبة التي أصدرتها إدارة محمد علي باشا لم تخل من جرائم ومخالفات عقوبتها الإبعاد، وكان أقساها هو النفي إلى السودان. وكان موظفو الدولة غير المَرضِى عنهم، والمعاقبون إدارياً، ومثيرو المشاكل، يُنقلون إلى الصعيد، كعقوبة ضمنية غير معلنة، وأسوأهم حظا ينتهي بهم الأمر في عطبرة أو أم دورمان. لكن الأقباط وجدوا في السودان، غير المرغوب فيه، فرصة سانحة للانخراط في الهيكل الوظيفي للدولة، والصعود إلى قمته بشكل أيسر مما هو في مصر.
(ب)-
وبعد سحق الثورة المهدية، والاحتلال الإنكليزي-المصري للسودان (1898- 1958) تزايدت هجرة الأقباط إلى السودان، وأضحوا عصب الإدارة المدنية هناك. ولم تكن تلك الهجرة بسبب وضع تفضيلي ناله الأقباط في السودان، بل بسبب سياسات الاحتلال البريطاني لمصر، إذ صفّت نسبة كبيرة منهم، وأبعدتهم عن الوظائف الحكومية في مصر، وأحلّت محلّم موظفين مسلمين. وحتى الثمانينات من القرن الماضي، كانت شكوى الأقباط من "الإعارات" التي ترسلها الحكومة المصرية إلى الدولة العربية، هي أنهم لا ينالوا حظوظ زملائهم المسلمين في الذهاب إلى دول الخليج الغنية، وينتهي معظمهم إلى الإعارة في السودان، وفي أفضل الأحوال نسبة صغيرة منهم أوفر حظاً إلى العراق والجزائر.
(ج)-
كان هؤلاء الجيل الأخير من الهجرة القبطية إلى السودان، التي بدأت منذ أكثر من قرنين. ومع أن إدارة الإحصاء السودانية، أضافت الأقباط السودانيين كقبيلة سودانية في مسوحها السكانية قبل سنوات، لكن لا تقدير متفقاً عليه لعددهم. فالتقديرات، بحسب مصدرها، تتراوح بين بضعة آلاف، ومئات الألوف، وفي أحيان كثيرة تصل إلى ثلاثة ملايين تضم جاليات المهجر.
(د)-
لم تعلن كنائس الأقباط السودانيين موقفاً سياسياً من الأحداث حتى الآن، لكن حضوراً واضحاً للأفراد، ومشاركتهم في الحراك بين إخوانهم من المسلمين والمسيحيين السودانيين، يعيد للأذهان تاريخاً طويلاً ومشتركاً من الهجرة المتبادلة والنفي والتعايش والحرب والتوتر، بين مصر والسودان، وبين مسلمي وادي النيل ومسيحييه وأديانه وأعراقه الكثيرة جداً. كما يذكر بالخراب الذي ألحقته الأنظمة الحاكمة بمجتمعاتها، والأهم يذكّر بالأمل الذي يهبه لنا حراك الجماهير، وانتفاضاتها وتضامنها في العيش معاً بكرامة وسلام، وفي دولة مواطنة للجميع.
وماذا عن الدكتور موريس سدرة الذي تقلد منصب وزير صحة في احد حكومات نميري هل هو قبطي ام ان اسمه سقط سهواً
ردود على صادميم
[بكري الصائغ] 07-10-2019 09:44 PM
أخوي احبوب،
صادميم،
١-
مساكم الله بالخير، الف شكر علي الحضور الكريم.
٢-
الجمال القبطي ..
الملهم الراسخ و(الخفي) في الأغاني السودانية!!
المصدر: - موقع "سودارس" -
- 24 - 10 - 2013 -
الكاتب: علي بلدو
١-
بدأ الأقباط في التوافد إلى السودان تقريباً منذ العام 270م، بعد المعاناة والاضطهاد الديني الذي تعرضوا له وكل المسيحيين على يد أباطرة الرومان، خاصة الإمبراطور "دقلديانوس"، الذي في عهده فقط تم قتل ما يربو على مليون قبطي، وقدم بنفسه إلى مصر ليشرف على عمليات القتل والتعذيب في واحدة من أبشع صور المآسي الإنسانية، ومن هناك اتجهت مجموعات من الأقباط نحو بلاد السودان.. وهكذا بدأت الحكاية.
٢-
انصهار وإلفة:
وبسبب هذا الحراك الاجتماعي انتشرت اللغة القبطية جنباً إلى جنب مع اللغة المروية القديمة، وتكونت بعد ذلك الممالك المسيحية مثل (المقرة) و(دنقلا العجوز) و(علوة)، وشاهد الناس في تلك الأزمان الطقوس القبطية وعايشوا الأسر واختلطوا بها، وهذا ساعد لاحقاً في إبراز جو من التسامح الديني والإلفة والمحبة جعلت من السودانيين قابلين نفسياً للولوج في عالم الجمال القبطي وباقي ملامح الإلهام الشعري والفني في أنحاء المجتمع القبطي، الذي تطورت وبانت ملامحه عاماً بعد عام وانتشرت هذه المجتمعات في أم درمان، الخرطوم، بحري، الأبيض، عطبرة، شندي، نيالا، بورتسودان، مدني وغيرها من المدن، واندمجت هذه المجموعات إلى حد بعيد وإن حافظت على العديد من الموروثات وخصوصية المجتمع القبطي، الذي لا يميل إلى الظهور أو لفت الانتباه بشكل عام.
حقيبة القبط.
٣-
عند ظهور أغاني الحقيبة كان للملهمات من المجتمع القبطي الحظ الأوفر، من على شاكلة أغنية:
ببكي وبنوح وبصيح
للشوفتن بتريح
وفي العديد من التسجيلات التي تمت بمصر (أرض القبط) وساهم فيها "ديمتري البازار"، نجد هذا الأثر واضحاً وإن لم يتم الإفصاح عنه بصورة مباشرة أو ادعاء متلازمات أخرى.
ولم يكتف الشعراء بذلك، بل تابعوا وراقبوا أوقات الترفيه والتنزه الذي اشتهر به الأخوة الأقباط، كتجسيد لحب جمال الطبيعة، التي هي من إبداع الخالق عزّ وجلّ، ومظهر من مظاهر ما يمكن أن نطلق عليه السياحة الجمالية.. ومن ذلك أغنية:
أطرد الأحلام يا جميل وأصحى
في ضفاف النيل ننشد الفسحة
التي غالب الظن أنها صيغت يوم (أحد) عقب الخروج من قداس كنيسة بحري.
٤-
المسالمة.. معقل الإلهام:
ويمتاز حي المسالمة الأمدرماني العريق بوجود قبطي كثيف تاريخياً وحتى اليوم، ولأم درمان وقع خاص لديهم، خاصة المسالمة، ويحرصون على شراء أي شبر يرغب صاحبه في بيعه حباً لهذا التراب في وطنية متجردة. وفي هذا الحي، وفي ظل هذا الوجود، تعرض شاعرنا الكبير الراحل "التيجاني يوسف بشير" - عليه الرحمة - لسيل ووابل من العيون التي في طرفها حور وصفاء اللون والقلب والسريرة، وعانى ما عانى من ويلات وهجمات تلك الأعين اللائي قتلننا ثم لم يحيين قتلانا، فقال:
قم يا طرير الشباب غنِّ لنا غنِّ
يا حلو يا مستطاب أنشودة الجن
وأعصر لي الأعناب
واملأ بها دني
من عبقري الرباب
ومن حرم الفن
والمعروف أن عصير الأعناب هو النبيذ الذي اشتهر بعد تقديمه في العشاء الأخير، وهو نفس العشاء الذي اشتهرت منه أيضاً المقولة المعروفة (ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان).
٥-
ورغب "التيجاني" في السفر إلى مصر للاستزادة من العلم والثقافة والجمال، من وحي ما رآه وهو يدرس في خلوة الكتيابي وما عايشه في سكنه قرب الأقباط، ولكن لم تمهله الأيام ومات في ريعان الصبا..
نضر الله وجهها مستودع الثقافة مصرا
ما أراها تزداد إلا بعداً عليّ وعسرا
كذلك اشتهرت أغنية (لي في المسالمة غزال) التي عرف بها الحي كماركة مسجلة!
جانا العيد:
وبالمعايشة عرف الناس مواسم الأعياد لدى الأقباط وشاركوهم بها، وأصبحوا يعلمون (صيام العذراء) و(شم النسيم) و(عيد الميلاد) حسب التقويم القبطي الأرثوذوكسي، بل وذهب بعضهم معهم لزيارة (مار جرجس) و(مارمينا) و(الشهيدين)، وحدثت بعض الزيجات المحدودة في هذه المواسم رغم التعقيدات الدينية والمجتمعية الكثيفة، وتتجلى هذه الأعياد في أغنية:
يا مداعب الغصن الرطيب
في بنانك ازدهت الزهور
زادك جمال ونضار وطيب
إلى أن يقول:
دنت الثريا بقت قريب
لو شافك العيان يطيب
في مهرجان عيد الصليب
ونظم شعراء الأغنية حتى في ضيوف الأقباط مثل الإيطالية التي كان نصيبها:
بين رياض الشاطئ وبين قصور الروم
حيّي زهرة روما وأبكي يا مغروم
وكذا المصرية في أغنية (مصرية في السودان)، ومنها أغنية (مسيحية) التي نظمت في إحدى القبطيات في زيارة بين عطبرة وأم درمان، وتوسل فيها الشاعر من أجل نظرة واحدة.. ويبدو أن توسلاته تلك لم تستجب بعد أن قفلت راجعة إلى ديارها!!
٦ـ
ترسيخ مفهوم الجمال:
وكان من عاقبة هذا الانجراف في الملهمة الخفية، أن رسخ الشعراء دون أن يشعروا ويحسوا قيماً ومعايير معينة للجمال أصبحت هي الغالبة حتى اليوم، من شاكلة اللون الأبيض وطول الشعر وشكل القوام، التي جعلت أخواتنا وحتى خالاتنا وعماتنا وربما حبوباتنا يصرفن (القدامهن والوراهن) من أجل البُيضة والضَعفة والشَعر الطويل وصبغه باللون الأشقر أحياناً، تشبهاً بتلك القيم.. رغم المحاولات التعبانة في تمجيد (لون زينب) و(اللون الخمري) و(الأخضر لونو زرعي)! كما جعلت فتياتنا ينفرن من (الشلوخ) ويفررن منه كما يفر المرء من الأسد ضاربات ب (سمحات شلوخها مطارق) عرض الحائط!
{ الملهم الخفي لا يزال خفياً
ورغم كل ذلك لا يزال شعراؤنا (يعملوا رايحين) دون التصريح أو التلميح وكأنهم لم يسمعوا بمن قال:
قف جانب الدير سل عنها القساسيسا
مدامة قدستها القوم تقديسا
بكراً إذا ما انجلت في الكأس تحسبها
من فوق عرش من الياقوت بلقيسا
مالت بها القوم صرعى عندما برزت
بها البطارق تسقيها الشماميسا
مستخبرين سألنا عن مكامنها
توما ويوشا ويوحنا وجرجيسا
*- فالتحية لكل أهلنا الأقباط، الذين ظلوا وما زالوا يزينون حياتنا في كل منحى جمالاً وحباً ومودة وسلاماً لم نجد به عيباً وتدنيسا!!
|