الحيوانات تدافع عن حريتها لماذا نتنازل نحن عنها ؟!!
07-12-2019 03:46 PM
الحيوانات تدافع عن حريتها لماذا نتنازل نحن عنها ؟!!
عندما يذعن الإنسان للدكتاتور ويتعامل مع المستبد فإنه يتعامل عكس فطرته ..
فطرة الإنسان الحرية وليس العبودية
الإنسان والحيوان يولدان بفطرة الحرية وكل ما يقيد حريته لا يطيقه
الحيوان غريزياً يدافع عن حريته عندما تريد إصطياد الحيوان فإنه يدافع عن حريته ولا يمكن أن تسلب حيوان حريته من غير أن تؤذيه فيتم قنصه أو قتله
عالم الإجتماع الفرنسي أتيان دو لابيسوي ولد في 1530 له كتاب إسمه رسالة العبودية الإختيارية أتمنى كل انسان يطلع عليه فهذا العالم لم يعش اكتر من 36 عاما وكان إهتمامه علاقة الإنسان بالحاكم ولم يؤلف غير هذا الكتاب
وجد ان كل حيوان يدافع عن حريته وليس كل انسان يدافع عن حريته ووجد كتير من الناس يتنازلون طوعاً عن حرياتهم .
كما وجد حتى الإنسان البدائي يدافع عن حريته وأخد مثالاً الهنود الحمر وسكان استراليا الأصليين كيف دافعوا عن حرياتهم ولم يأتوا للغزاة طواعية
ما الذي يحصل في هذه الظاهرة الغريبة في الإنسان ؟
وجد العالم اتيان ان الدكتاتور هو فرد واحد فلماذا شعب بأكمله يخضع لفرد .
وجد ان الدكتاتور له سجون والة قمعية لكن هذه الآله لا تتحمل ملايين من البشر لو نزلوا جميعا الى الشوارع وكذلك لا توجد سجون بهذا الحجم.
وجد أن السبب في هذا التنازل المهين للحرية ان هنالك علاقة بين الاتنين رئيس يريد ان يخنع وشعب يريد شخص يخنعه لو أخدنا مثالا خارج منطقتنا الشعب الألماني وقف مع هتلر ودعمه لأنهم تعرضوا للإذلال من الشعب الأروبي بعد الحرب العالمية فعندما يشعر الشعب بإذلال يقف ويذعن للدكتاتور ويتعامل عكس فطرته
وأيضا وجد اتيان انه عندما تقبل بالدكتاتورية وتعيش معها ستنشأ أجيال لا تعرف غير الدكتاتورية ولا علاقة لها بالحرية وبتفقد إحتياجها لها وعندما تبدأ في النضال من أجلها ستجد من يقف ضد تطلعاتها وأول من يقف ضدها الدكتاتور بآلته القمعية وثانيا الجيل القديم لأن هذا الجيل لا يتفهم طلبات هذا الجيل لأنه تأقلم مع الإستبداد وإختار الإستسلام ويحتاج الى فترة من الزمن حتى يعود الى فطرته
لو أخدنا السيد الصادق المهدي مثالاً لهذه الأجيال القديمة مع إحترامنا لشخصه فهو مؤلف كتب في هذا المجال وشخصية ديمقراطية عظيمة لا أحد يجادل في ثقافته وعلمه ولكنه تأقلم مع نظام الإنقاذ المستبد لذلك في بداية الثورة إستغرب هذه الثورة وإعتبرها عملاً تخريبياً فكان أمراً طبيعيا ولكنه تدريجياً تفهم ثورة الشباب وعاد الى فطرته كإنسان مثقف ووقف مع الثورة ودعمها للأسف الشباب لم يتفهموا هذا الموقف الطبيعي وتعاملوا معه بعدوانية
وقال العالم أتيان إن الإنسان لا يتوق لشي لا يعرفه قط ولكن لحسن الحظ تنشأ اجيال تتخيل الحرية وكأنها عرفتها وتطالب بها وهذه الأجيال هي التي تخلق التغيير أتيان عاش في القرن السادس عشر وكأنه يتحدث عن هذا الجيل العظيم الذي صنع ثورة ديسمبر وواجه القمع والرصاص ورفض الإستبداد
الدكتاتور شخص مريض وسبب مرضه هي السلطة المطلقة كل إنسان يجد سلطة مطلقة من الممكن تظهر عليه أعراض المرض بعضها تظهر في نفس الوقت وبعضها يظهر بعد شهر او شهرين فهي امراض حتمية لابد أن تظهر لذلك مقاومة الدكتاتور في بدايته مهمة جدا واهم أمراض الدكتاتور هي النرجسية وإحساسه بنفسه وتضخم الذات لاحظ بعض الدكتاتوريين وتعلقهم بأشياء كثيرة فمثلاً تعلق البشير بالعصاية وتغيير ملابسه عندما يخاطب الشرطة له لبس الشرطة ومع الجيش يلبس لباس الجيش وهكذا وكذلك النميري تعلقه بالعصاية بالإضافة الى النضارة الشمسية وآخر أنواع المرض التي تصيب الدكتاتور هو مرض (البارانويا) فهذه الحالة المتقدمة في أمراض الدكتاتور وهو الشك في كل من حوله والمثال لذلك ستالين (الإتحاد السوفيتي) قتل الكثير من حوله ولأتفه الأسباب
ولنكن واقعيين هذه الملايين التي خرجت في ثورة ديسمبر لم تخرج رفضاً للإستبداد من حيث المبدأ بل رفضته بعد أن ساءت نتائجه خاصة ضيق لقمة العيش ولا يدرون ان سبب ضائقة العيش والفساد والعنف هي من أعراض مرض الدكتاتورية . المطلوب من هذه الثورة أن ترسخ في العقول وفي المقررات الدراسية رفض الإستبداد من حيث المبدأ بغض النظر عن نتائجه وإن الدكتاتور مهما أنجز سيقود البلد الى كارثة والنماذج كثيرة لا تخطئها العين.
ياسر عبد الكريم
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
ياسر عبد الكريم
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|