المقالات
السياسة
شعب عظيم قيادته رميم
شعب عظيم قيادته رميم
07-14-2019 09:26 PM

شعبٌ عظيم قيادته رميم ,,

كلمة (رميم) تعني العظام البالية كما جاء في قوله تعالى : (وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحي العظام و هي رميم) , و أيضاً معناها (نبات الأرض اذا يبس) , وإن صعب المعنى على بعضنا فاليقل (رِمَمْ) وهي جمع (رِمّة) أي النافق والهالك من الحيوان في لغتنا الدارجة والبليغة في مضرب الأمثال , فهي لا تعني تماماً (رميم) لكنها تحقق مقصد العنوان , وهو الشيء الذي لا فائدة ترجى منه , فإنني لم أجد وصفاً يليق بمن أوجدهم الله لتولي أمرنا السياسي من (مجلس عسكري) و (قوى حرية و تغيير) , غير هذه المفردة (رميم) , لأن الثائرين من أفراد الشعب السوداني اذهلوا العالم في حراك ديسمبر وثورة أبريل , برقي مسلكهم و سمو وعيهم وهم يقودون نضالهم السلمي المنضبط , الذي أفشل مخططات المتربصين و هزم رهانات الشانئين الذين راهنوا على حتمية حدوث الفوضى الخلاقة , فأكد ثوارنا الأحرار وبرهنوا على عكس ذلك واثبتوا حقيقة تاريخية جديدة , هي أن أم ثورات الكفاح المدني السلمي لم تعقر بعد ولادتها مانديلا و غاندي لأنها ما زالت ودوداً ولوداً في أرض السودان.

وحق لنا أن نتساءل , ماذا على هذا الشعب الأبي الكريم والشهم أن يفعل بعد كل الذي قدمه من تضحيات ؟ , لقد سكن كهوف الجبال و عرض فلذات كبده للهيب قنابل الانتونوف الحارقة في جبال النوبة ودارفور و الأنقسانا , و واجه شبابه اليافع الرصاص الغادر لكتائب النظام البائد في ساحات وميادين المدن , لقد منحكم هذا الشعب المعلم ثقته يا من تزايدون على ولائه للمعسكرين (المجلس العسكري الحاكم , وقوى الحرية التغيير المعارضة) , لقد بات الثوار ليلتهم الأخيرة أمام بوابة قيادة قواته المسلحة مطمئنين ظانين أنهم في مأمن من خطر الموت , بينما انتم نائمون في بيوتكم يا قيادة المجلس العسكري ويا رموز قواه الثورية المفاوضين من أجل التغيير والحرية , حتى لقي هؤلاء الثوار الاماجد ابناء هذا الشعب الكريم حتفهم برصاص الخيانة مجندلين بالاثقال و الاحمال جثثاً غائصة في أعماق النيل.

ثم أنه وبعد كل هذه التضحيات الممهورة بالدماء والمهج و الأرواح , مازال قلب هذا الشعب النابض بالصدق متعلقاً بكم ويخفق باسمكم , عساكم أن تصلوا بثورته الملهمة الى تحقيق طموحه المشروع في الحياة الكريمة , باذلاً كل ما تبقى من رمق لأجل شعارات رفعتموها معه سوياً فآمن بها دون تردد , ولم يراوده أدنى شك في أهليتكم للوفاء بالعهود و المواثيق فبصم بأصابعه العشرة على ورقة بيضاء , و وافق على أجندة لم يطلع عليها ولم يرها , وهتف وراءكم بأعلى صوته وهو مغمض العينين (مدنيااااااو) , دون أن يسألكم عن ماهية هذه (المدنية) وتفاصيلها , خوفي أن تكون هذه الوعود الساحرة شبيهة بشجرة الخلد التي أغوى بها إبليس اللعين أبانا آدم عليه السلام .

لقد مضى أكثر من نصف العام لانطلاقة ثورة ديسمبر المجيدة , وثلاثة أشهر أعقبت زوال الطاغية , وما زالت البلاد بلا حكومة وخالية من مجلس للوزارء يقوم على ادارة و تنفيذ و رعاية شئون الناس , وإنّه ليس من مصلحة هؤلاء الناس أن تبقى بلادهم تحت رحمة السيولة والفراغ الدستوري , ففي الوقت الذي يتبارى فيه طرفا التفاوض حول اقتسام كعكة السلطة , تزداد وتيرة معاناة المواطن والمواطنة الباحثة عن لقمة العيش , و المنتظرة للخدمات الصحية والتعليمية لأطفالها أمام بوابات المدارس و المستشفيات , و يكبر ويتضخم حجم مأساة النازحين و اللاجئين الذين فرحوا وهللوا وكبروا عندما تمت الإطاحة بالدكتاتور عمر البشير , وحلموا بعودة طوعية دون إكراه من أحد إلى قراهم استتباباً لأمن وتحقيقاً لأمان يستقرون بعده على أرضهم التي هجروا منها قسراً واخرجوا منها بغير حق.

على المجلس العسكري الانتقالي أن يعي دوره الوطني الكبير , الذي يفوق دور قوى اعلان الحرية و التغيير بمقدار , باعتباره الممسك بمفاصل السلطة الرسمية في البلاد حتى الآن , ولأن التفويض الشعبي الذي منحه المواطنون لقوى الحرية والتغيير لن يدوم طويلاً إذا ما سارت الأمور على ماهي عليه اليوم , فالشعب السوداني ملول لا يصبر على طعام واحد سنة كاملة , لذلك تكون المسؤولية الوطنية الواقعة على كتف المجلس العسكري هي الأكبر وذلك من باب حسابات الأمر الواقع , لذا يجب أن لا تساور عضوية المجلس العسكري الأطماع والرغبة في البقاء على كرسي السلطة طويلاً , لأن الشعب قد قال كلمته و ما على المجلس و قوى اعلان الحرية و التغيير , إلا إخراج طموحات هذا الشعب السوداني في ثوب قشيب وزاهي يليق بتضحياته و كرامته وعزته.

وعلى مفاوضي قوى اعلان الحرية و التغيير أن لا يجلسوا مع المجلس العسكري الانتقالي مرة أخرى , إلا بعد أن يصلوا إلى صيغة وفاقية بينهم وبين مكونات القوى السياسية , هذه القوى المتمثلة في كل الحركات الحاملة للسلاح وجميع الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني , كما عليهم أيضاً التخلي عن الرؤية الطوباوية و الرومانسية , التي يتخذونها في اسلوبهم لحلحلة المعضلة الوطنية وأزمة الحكم في البلاد , فعدم الأمان الذي يستشعره بعض اعضاء المجلس العسكري , تجاه مآلات ماشابهم من الشوائب الجنائية فيما بعد اكتمال عملية التحول للحكم المدني الكامل الدسم , فإنّ لمثل هذه المخاوف مبرراتها المنطقية , كما علينا أن لا ننسى دور المجلس العسكري (اللجنة الأمينة العليا للنظام البائد) , في التعاون مع الثوار والخلاص من الدكتاتور , ذلك الدور الذي لا تخطأه العين , فهذا الواقع المعقد يمكن الخروج منه باتباع الحكمة التي هي ضالة المؤمن , وهذه الحكمة موجودة في نصوص القوانين والاجراءات الجنائية السودانية , متمثلة في تلك الخصيصة القانونية المسماة (شهادة الملك) والمتعلقة بمعالجة القضايا الشائكة و الغامضة.

أهلنا في دارفور عندما ينفض مجلس الأجاويد , وبعد أن يبت في عمليات الصلح الأهلي باكتمال اجراءات دفع الديات و الغرامات , تتلى آيات من الذكر الحكيم و يصفح المتخاصمون عن بعضهما بعضا , فتزول الضغائن و تمحى الأحقاد من القلوب وتزول الغشاوة عن الأعين و تعود الحياة الى صفائها ونقائها , إيماناً صادقاً منهم بأن (الفرح و الكره) يسيران جنباً إلى جنب (متباريات) , وأن الاحقاد و الضغائن لا تبني وطناً ولا تؤسس لمجتمع يسوده التصالح و العفو والتسامح.

إسماعيل عبد الله
[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 695

خدمات المحتوى


التعليقات
#1842437 [الكدرو]
1.00/5 (1 صوت)

07-15-2019 01:35 AM
الزول العنصري الاسمه اسماعيل عبدالله كان بلمع في حميدتي ويقول عدم قبول حميدتي عنصرية من اولاد البحر ، اها جابو ليك حمدوك ود كردفان رئيس مجلس وزراء اها تاني بتقول شنو.

اسماعيل عايز يشوف ليه طريق عشان يدخل بيها على الشعب السوداني عشان يبث سمومه لكنك ما قادر ومش حتقدر يا اسماعيل عبدالله لانك بتكره هذا الشعب وأنت أنسان عنصري وكاره لذاتك وللاخرين.

خلاص يا اسماعيل العنصرية والعنصرية المضادة دي بقت ما بتاكل عيش في السودان.


#1842417 [خالي شغل]
0.00/5 (0 صوت)

07-14-2019 11:02 PM
مقالاتك تجيب طمام دائما....الشعب كله خلف الحرية والتغيير وتجمع المهنيين موت بغيظك..... ولي عهد تقسيم الكيكة يا هذا.. لا اعرف لماذا نجدك مقالاتك الركيكة دائما في الراكوبة؟!! ماهذا الغثاء يا ادارة الراكوبه لا للمخزلين والعنصريين نحن ف عهد جديد


إسماعيل عبد الله
إسماعيل عبد الله

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة