المقالات
السياسة
ضربنا أعلى المثل .. حتى في الإتجاه المُعاكس
ضربنا أعلى المثل .. حتى في الإتجاه المُعاكس
07-17-2019 04:54 PM

ضربنا أعلى المثل .. حتى في الإتجاه المُعاكس

في ذات اللحظات التي كنا نحبس فيها الأنفاس و الأعصاب مشدودة ما بين الترقب والحذر والأعين ترحل مع نبضات القلوب وترفرف أجنحة العقول قريباً من فندق كورنثيا بالخرطوم و السودانيون كلهم في الداخل والخارج يتابعون في قلق الإنتظار ما يدور بين وفدي قوى الحرية والتغيير و المجلس العسكري من مفاوضات تتواصل بعد تراجعات و مراجعات .
كانت قناة الجزيرة تعقد مناظرة بين المستشار العسكري السابق لحكومة الإنقاذ اللواء يونس محمود من جانب وكان يقابله من الجانب الآخر استاذ الدراسات الإستراتيجية و الأمنية الدكتور أسامة العيدروس وقد توسطهما المذيع الأستاذ زين العابدين توفيق الذي حل بديلا عن الدكتور فيصل القاسم في إدارة برنامج الإتجاه المعاكس .
والحقيقة مجرد ظهور يونس محمودقد شكل إنقباضاً في النفوس وقدتوقعنا أن تكون الحلقة عاصفة بالتنابذ وتبادل الإتهامات اومحاولة التقليل من إنجازشعبنا لثورته الظافرة من طرف الرجل الذي كان يسمى بديك الصباح الذي يوقظ الناس بالزعيق والصياح و شتم أعداء الإنقاذ في الداخل والخارج إبان الفترة الأولى لسرقتها للحكم وهوالذي ظل يدافع عن حكم البشير وعصابته الى ما قبل قيام الثورة بساعات رغم أنه قد أصبح خارج منظومة النظام العسكرية والسياسية .
ولان الثورات السلمية تهذب منطق حتى الذين يضمرون لها السوء ..فقد كان يونس كالعصفور الوليف في نقاشه الذي بزه فيه الدكتور العيدروس برصانة الطرح وترتيب الذهن بالقدرالذي أذهل مقدم الحلقة الذي إعتاد وسلفه على طريقة
مختلفة تماماً يشوبها التوتر والمقاطعة المستمرة وتداخل الصراخ وروح العداء بين المتحاورين!
وللحقيقة هي ليست الحلقة الأولى التي يضرب فيها السودانيون المثل الأعلى في آداب الحوار وتبادل فرص إستماع كل طرف لمناظره مما يخلق جواً من الراحة والإسترخاء لمديرالجلسة وبالتالي توفير فرص استفادة المشاهد من تلك المناظرات وفي ذلك المناخ الحضاري وهوما ينبغي للآخرين من المتحاورين في مقبل الأيام على مختلف جنسياتهم أن يتخذوه قدوة ونهجاً يزيدمن متابعي هذا المبرنامج بل وإعادة الذين أنفضوا عن متابعته لما كان يتسم به من تهريج يساهم فيه مقدمه السابق بقدر كبير من خلال محاولاته تأجيج الأجواء بالأسئلة الملغومة والإثارة الرعناء التي تفسد ود الحوار وتحيله الى عداء بلغ في كثير من الأحيان الإشتباك بالأيدي أو إنسحاب أحد الأطراف !
لله درك يا شعبي ثائراً مسالما معلما للشعوب .. ومتحاورا حضارياً وضرباً للمثل ..نتمنى أن ينعكس ذلك في مرحلة إكتمال مدنية الثورة التي بانت تباشيرها مع بزوغ شمس هذا اليوم وقد وقع طرفا الشراكة بالأحرف الأولى على إلإعلان السياسي الذي يحدد من يحكم السودان ونتطلع الى عصر الجمعة القادمة ليكتمل الفرح بالتوقيع على إلإعلان الدستوري الذي سيرسم ملامح كيف يحكم سودان الثورة .

محمد عبدالله برقاوي..
[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1729

خدمات المحتوى


التعليقات
#1843140 [مريود]
0.00/5 (0 صوت)

07-17-2019 08:51 PM
ظل يدافع عن حكم البشير وعصابته الى ما قبل قيام الثورة بساعات.

أقول ومازال.
من اللحظات العاطفية المقدم توفيق رد على يونس :يعني 50% أو بهذا المعنى عندما قال يونس عبارة بمعنى يعني ما كامل كامل بهذا للمعنى فكانت ابتسامك من الاثنبن.
أستاذ برقاوي اسمح لي أحيي عبرك دكتور دكين المحلل السياسي الظاهر حديثا عبر البيبي سي. استمعت له مرتين. تسلسل استرسال وضوح صوت ترتيب أفكار حسن استدراك توازن. كاريزما. أتمنى له التوفيق. وتبقى الآراد محل اختلاف.


#1843098 [محمد مصطفي مجذوب]
0.00/5 (0 صوت)

07-17-2019 05:30 PM
استاذ برقاوي

لك التحية والتقدير

استاذي العزيز ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يتملك نفسه ساعة الغضب

شاهدت الحلقة واعجبت ايما اعجاب بانضباط بالاخ الاستاذ العيدروس , فانا لم يسعدني الحظ ان التقيه ولا سابق معرفة لي به لكن قدر المرء تحت لسانه
وكم كنت اقول في دواخلي وانا اغلي كالمرجل متعجبنا (سبحانك مغير الاحوال) هل ذلك المتحدث هو اللواء يونس بشحمه ولحمه لم هو بديل من البدائل التي اصطنعها الانقاذ


محمد عبدالله برقاوي
محمد عبدالله برقاوي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة