المقالات
السياسة
الحمد لله، (الجماعة عَقَدوا)!!
الحمد لله، (الجماعة عَقَدوا)!!
07-19-2019 07:15 AM

تنفَّس الشعب السوداني الصعداء صباح أمس، وهو يرى قيادات قوى الحرية والتغيير يبرمون أوَّل عقد مكتوب مع المجلس العسكري.. الاتفاق السياسي.. وفي انتظار فرحة (الزفاف) الكبرى عندما يتفق الطرفان على الإعلان الدستوري.. الذي نتمنى أن يكون في أول جلسة مباحثات يوم الجمعة..

أهمية هذه الخطوة، أنها تفتح الباب أمام سريان الدم في عروق الدولة السودانية، فالفترة الانتقالية هي في حد ذاتها وضعٌ (مؤقت)، خصمًا على مستقبل البلاد، فكيف إذا أُضيف إليها مزيدٌ من التأخير في إجراءات تشكيل السلطة الانتقالية.. “حشْفًا وسوء كيلة”!..

من الحكمة أن تمضي قوى الحرية والتغيير قُدما إلى الأمام بالتوقيع على الإعلان الدستوري مهما كانت الملاحظات والهواجس، لأن المِحَكَّ (الدستوري) الحقيقي هو في المجلس التشريعي.. هنا يُصنَع القانون ويعدَّل، فكل الملاحظات يمكن تداركها بعد تكوين مستويات الحكم الثلاثة.

إذا وقَّع الطرفان الإعلانَ الدستوري فستكون المرحلة التالية، تسمية شاغلي المناصب الدستورية وهي الاختبار الحقيقي الذي ينتظرهما.. خاصة تسمية (رئيس الوزراء)، ثم الوزراء وأعضاء المجلس السيادي من المدنيين.. فمهما قيل من مواصفات مثل (كفاءات مستقلة) يظل في أعماق التجربة السودانية أن مثل هذه القسمة تحمل جينات (سياسية) يُعبَّر عنها في محاصصة غير معلنة.. الشعب السوداني الذي أنجز هذه الثورة المجيدة لا ينتظر الجائزة أن تكون مجرد تكوين هياكل السلطة الانتقالية، لا، فالمطلوب بناء (دولة السودان الحديثة)..وهي غايةٌ لم نبدأ بعدُ السيرَ في طريقها.. لا زلنا في مرحلة (الإحماء) بغرفة اللاعبين..

كتبت هنا كثيرا وقلت أن من مصلحة الوطن أن نفصل أقدار السياسة من مصير الدولة.. فهناك هياكل لا تحتاج ولا يجب أن تنتظر تكوين السلطات السيادية أو السياسية، ويجب أن تباشر عملها فورا كسبًا للعمر الوطني.. مثل التخطيط الاستراتيجي.. هذا عمل من صميم اختصاص الخبراء والاستراتيجين الذين لا يجب أن ينغمسوا في يوميات السياسة والعمل التنفيذي.. لماذا نؤجل ترسيم مستقبلنا في انتظار قسمة (الكيكة) السياسية؟..

من الحكمة أن نجعل ما للدولة للدولة.. وما للسياسة للسياسة..

التيار





تعليقات 5 | إهداء 0 | زيارات 1569

خدمات المحتوى


التعليقات
#1843568 [one of the good old days teachers]
0.00/5 (0 صوت)

07-19-2019 08:46 PM
هو! بس يعنى يا تو يوم اتْبع اهل السودان القول بالعمل..دا لو عملو!..و متين بطّّلو "نِقّه" ونَقْد كلام بعض ؟ العجله فى شنووو؟ يعنى هو الزمن طاير؟ ما هى نفس الحلقه لس دائريه.. هل من امل ان تعود عقارب الساعة القهقرى على الاقل العسكر اللى سندوا التغيير ما تمسكو بالحكم بعد اكتوبر وابريل! ولا طلبوا حصانه ولا فضّوا اعتصام ولا ولا ولا كضّبوا وقالو خلاص حدث ما حدث!


#1843505 [الكيك]
0.00/5 (0 صوت)

07-19-2019 12:04 PM
(((لماذا نؤجل ترسيم مستقبلنا في انتظار قسمة (الكيكة) السياسية؟..)))
كلامك منطقي يا باشمهندس عصمان إذا تقصد أن يقوم بهذا في الوقت الراهن المجتمع المدني بواسطة مراكز البحوث والتخطيط في شتى المجالات وعندما تستقر الاوضاع بتسليم السلطة المدنية فعلى مؤسسات الدولة الاعتماد على دراسات هذه المراكز في تنفيذ برامجها أو إنشاء مراكزها الحكومية بالتعاون مع هذه المراكز إذا كانت حكومة تكنوقراط وليست حكومة سياسيين مرتزقة.


#1843503 [محمد جعفر احمد]
0.00/5 (0 صوت)

07-19-2019 11:59 AM
ماراحترامي الكبير للصحفي القامة
لكن التوقيع على إي اتفاقية مع العسكر بدون تدقيق في البنود ح تكون قنبلة موقوده في المستقبل القريب
على سبيل المثال وليس للحصر
مسألة الحصانة للمجلس السيادي طيلة الفترة الانتقالية ، هي حصانة مطلقة وغير مرغوب فيها إطلاقا ، لكن يمكن القبول بها في حالة إضافة بند آخر لها يحدد إجراءات رفع الحصانات للمجلس السيادي للمساءلات القانونية


#1843493 [taher omer]
0.00/5 (0 صوت)

07-19-2019 10:28 AM
دائما مستعجل يا عثمان تعبر الجسر قبل أن تبلغه. ما تتحدث عنه هوإلغاء للشرط الانساني و هيهات.


#1843475 [abdelhafeez]
0.00/5 (0 صوت)

07-19-2019 07:55 AM
هذا عقد باطل لايعتد به لعدم موافقة العروس( شباب الاعتصام ) غلى العريس الشين (المجلس العسكرى)ومخالفة ابيها الجارى للسلطة والقروش ناس( الهبوط الناعم).
واهل العروس الجد وافين ألف أحمر مع عروسم


عثمان ميرغني
عثمان ميرغني

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة