المقالات
السياسة
ما سقط ليس الانقاذ فقط.. بل سجال الأحزاب بالهروب إلى الماضي
ما سقط ليس الانقاذ فقط.. بل سجال الأحزاب بالهروب إلى الماضي
07-20-2019 02:31 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
ما سقط ليس الانقاذ فقط.. بل هروب الأحزاب إلى سجال الماضي
عقب الاتفاق على الإعلان السياسي وقبله..كان وما زال التوجس والتشكيك فيما حدث من تغيير ..يسيطر على كثير من الناس. وهو في تقديري إغفال لحجم التغيير الذي حدث.وتقليل من قوة الزلزال الذي هز الأرض تحت أقدام مسلمات كثيرة. فقد سقط الانقاذ نظاماً وشبع سقوطاً من الزاوية الاستراتيجية.وفي التوجس إغفال للقوى الحية التي أحدثت التغيير وقدرتها وهي شبابنا وشاباتنا من أبنائنا وبناتنا الثواروالثائرات. لم تشهد بلادنا شباباً يقتلونهم هذا الأسبوع ويزيد إصرارهم في القادم.ولم يعد التخويف بالقتل من قبل الجلاد رادعاً للثوار عن عزمهم. وحتى لا ينفلت الخيط من أيدينا ، دعونا نحاول تسجيل بعض النقاط الأساسية والجوهرية التي حدث فيها تغيير كبير وهي:-
• أهم تغيير حدث في تقديري تغيير مفهومي. فقد رسخ النظام العربي في قناعات شعوبه مفهوماً يفيد بأن العسكر هم الأقدر على الحكم في ظل وجود أي مهدد امني ..ويكفي هتاف (مدنياااو) للتعبير عن كسر هذه القناعة التي ساهم مثقفو الأنظمة الشمولية في ترسيخها.
• تأسيساً على ما سبق فإن القناعة بالحرية والعدالة والسلام ،وهو شعار الثورة الأساسي ، قد بلغت مستوى غير مسبوق في وعي الجيل الثائر.
• سقط نموذج الحكم الذي نفخ الاسلامويون طوال تاريخهم في أشرعته كمنقذ من ازمات الحكم في عالمنا الإسلامي. فقد كان النموذج السوداني خير دليل على مدى تحجر الرؤية التي حملها وحماها الاسلامويون عبر شعارات عاطفية وفضفاضة. حيث لم تعد شعارات مثل (الإسلام هو الحل) و(أصلب العناصر لأصلب المواقف)
( القرآن دستور الأمة) واستخدام تفسير متحيز للمجتزأ من سياقه لجزء من اللآية الكريمة( إن خير من استأجرت القوي الأمين) والذين إن مكناهم في الأرض . وغير ذلك. كانت شعارات تنزع الإنسانية من السياسة لتحولها وشخوصها المنتمين للتيار إلى ما يشبه القداسة. فقد سقط التقاة ذوو الأيادي المتوضئة وصوّام الاثنين والخميس والمتهدجة اصواتهم عند تلاوة القرآن والوعاظ لعقود في المساجد والفضائيات في امتحان إغواء السلطة والمال والجاه وملذات الدنيا كما شهد بذلك أحد أعضاء مجموعة السائحون حتى. دعك من بقية الشعب السوداني.فمن استحل القتل والمال العام في الانقاذ لم يكونوا من الملحدين.
وربما كان إسلاميو تونس أكثر حصافة عندما فصلوا الدعوي من السياسي.
• لقد سقط نموذج المجتمع الذكوري المتسلط على المرأة. وربما كان في تأخير الثورة وتطاول ايامها خير كبير في فرض المرأة الحرة لنفسها في المواكب وكل الفعاليات . ما أثار إعجاب الجميع. وما كان سلاح الاغتصاب إلا سلاح العاجز عن استيعاب هذا المتغير الخطير.
• أما احد أهم المتغيرات ، فهو في عدم جدوى السجال الحزبي بالماضي . لأنه ببساطة ، أصبح دليلاً على عجز الإجابة على أسئلة الحاضر بالهروب إلى الماضي. فلا يوجد سجل لا يمكن تصويب السهام عليه لتسجيل النقاط من الآخرين صدقاً أم كذباً. وهو في الواقع سلوك قاصر نما في أجواء حلقات النقاش في الجامعات . حيث كنا نلاحظ ان أي رأي من مستقل يواجه بطلب غاية في الغرابة وهو ( ورينا أنت شنو عشان نقدر نناقشك !!) وهو طلب يترك ما تطرحه من رأي ومحاكمته ، إلى محاكمة تاريخ الحزب الذي تنتمي إليه. ولا احتاج للأمثلة . وربما كان مقاومي الثورة من إعلاميي التيار الإسلاموي أكثر مثال صلاحية لا بحكم انتمائهم . ولكن كأسلحة صدئة في مناهضة الثورة. فيذكر الناس كيف كان حسين خوجلي يصرخ في برنامجه واصماً الحراك تارة بأنه شيوعي ويعود لتقليل أثرهم ويثور في وجه (عواجيزه) ويستهلك وقته والثورة تكسح النظام.وراجعوا كتابات الطيب مصطفى عما يتهم الشيوعيين بارتكابه في الماضي تاركاً مشاهد القتل في الحاضر ليصرف الأنظار عنها بماض يدرك الآخرون أن تياره ليس بمنأى من احجار التيارات الأخرى .واعجب لمبارك الفاضل يتحث عن ضعف التاريخ الانتخابي لقوى الاجماع الوطني لتقليل أثرهم ويطلب المسائلة عن العنف منذ الاستقلال كأنصع نماذح الهروب إلى الماضي. ما نود ان نصل إليه بأن مثل هذا السلوك معيب لكل التيارات. والمطلوب هو الإجابة على أسئلة الحاضر في الحرية ووضع المرأة والعدالة الاجتماعية بعد فشل ما قدم من نموذج ظن الكثيرين بفعل تدينهم فيه خيراً لكنه كالهم الرماد.

معمر حسن محمد نور
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 411

خدمات المحتوى


معمر حسن محمد نور
معمر حسن محمد نور

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة