للتصعيد الآن ( نقطونا بسكوتكم ... مشكورين )
07-20-2019 04:28 AM
لا للتصعيد الآن ( نقطونا بسكوتكم ... مشكورين )
كلنا مع الحرية بكافة أشكالها غير المقيدة للتعبير عن ما يرواه الناس ، قاتلنا من أجلها ولازلنا ، وسنكون دائما مخلصين في الدفاع عن وجهة نظرنا دون أن نصادر حق أحد في إبداء وجهة نظره والتعبير عنها سلما . وكان الحرية هذه أحد أسباب قيام هذه الثورة .
الآن في رأيي أن الاصطفاف خلف وفد الحرية والتغيير واجب وطني وأخلاقي تحتمه المرحلة ، ودعم المتفاوضين لا يقل واجبا عن أي نضال آخر ، فنحن كلنا لسنا أكثر وطنية منهم ولا أكثر غيرة على دماء الشهداء منهم .
يكفي وفد الحرية والتغيير أن يصارع من لا يرى إلا ذاته وخلاصه ولا يهمه الوطن ولا المواطن ، ولديهم القوة والبطش والتنكيل أسهل عليهم من الجلوس والتفاوض ، وارواح الناس لا تسوى طلقة في الرأس أو في مقتل .
كثر أولئك الذين انتقدوا وقالوا ما قالوا عن الاتفاق الذي تم ، وسمعنا عبارات من أمثال كان يجب كذا وكذا وأن في الاتفاق كذا وكذا من النواقص ، ناهيك من الذين يحرضون ويشجعون على نقض الاتفاق وهم جلوس خلف الكي بورد وأمامهم كوب القهوة ، لم يعانوا سهرا ولم ترهقهم شمس الشوارع ولم يفزعهم صوت الرصاص ولم يروعهم منظر اطفال يحملون الاسلحة الفتاكة يجوبون الطرقات بحثا عن طرائدهم من الشباب .
وفد الحرية والتغيير يكفيه ما هو فيه من عنت العسكر وما أدراك ما عنتهم وتحجر عقولهم وخوفهم من كل سطر وكل كلمة وشكهم حتى في ظلهم .
دعوا هذا الوفد يصل بكم لبر الأمان ولا ترهقوه بأفكاركم النيرة ولا تزايدوا عليه بوطنيتكم ولا بغيرتكم على دماء الشهداء .
لا تكونوا أنتم والعسكر ومجرمي العهد الفاسق عليهم ، إن كل حرف أو كلمة أو تحرك ينال من وفد الحرية والتغيير قبل أن تنتهي المفاوضات يخدم أعداء الثورة .
ولا يظنن أحد أن يحدث اتفاق يرضي الجميع ، هكذا كان اتفاق الحركة الوطنية في جنوب أفريقيا وجد ما وجد من المعارضة ولكنه اسس لدولة مستقبلية رائدة ومستقرة وهكذا كان اتفاق بورندي واتفاق اثيوبيا راعية اتفاق اليوم في بلدنا .
لا يوجد اتفاق كامل تنال فيه كل شيء إلا أن يكون تنازلا أو استسلاما فهل تتوقعون تنازلا أو استسلاما من المجلس العسكري ؟ وبأي طريقة ؟
تقولون بقوة الشارع لمزيد من الضحايا والدماء والخراب ونهايته التفاوض ايضا .
لا ننكر قوة الشارع وقد اثبتت جدواها لكن في وقتها ولتحقيق هدف معلوم وعندما تفشل المفاوضات ويعلن وفد الحرية والتغيير الا مجال للتفاوض والباب قد أغلق تماما ، في هذه الحالة فقط لا غيرها يصبح الشارع هو الحل .
يستوي في كل ما ذكرت الكتاب والمعلقين من كل شكل ولون واحزاب تخالف لتعرف ولتجد لها انصارا على شاكلتها يغردون خارج السرب .
ولا تفسير عندي لحزب يخرج إلينا ليتبرأ من ما تم الاتفاق عليه إلا تفسير واحد لا غيره وهو محاولة الهروب الآمن عند المطبات وتوفير خط للرجعة عند الانتكاسات والفرار من مستحقات وتبعات ما سيأتي . هكذا الحال والاتفاق لم يكتمل .
العقلية الحزبية الضيقة هي التي اوردتنا موارد الهلاك وكل معاناة هذه البلاد من تحت عباءة احزاب لا تفهم إلا في حدود فهم التجنيد والتصيد في الماء العكر وخدمة مصالح الحزب بفكر القطيع .
بسبب تعنت ومشاكسات حزبي الأمة والاتحادي سلم عبدالله خليل الحكم للعسكري عبود وقامت اكتوبر لتعود المحاككات الحزبية من جديد بين الاسلامين والشيوعين ، وتكون النتيجة عسكري جديد النميري بسند شوعي وتقوم أبريل الأولي وعسكري من لون أخر البشير وخلفة إخوان السوء .
الحلقة المفزعة كانت دائما نتيجة لأخطاء حزبية قاتلة ، لا مجال لأنكارها وسأعود إليها مجددا ما دامت هذه الأحزاب لا تفهم ولا تيد أن تفهم .
لا لأي شكل من أشكال التصعيد الان واصبروا لنرى أخر المفاوضات فإن تم الاتفاق فأمامكم ثلاث سنوات قابلة للزيادة تتشابكوا فيها وتنحلوا بالسلامة وإن لم يتم فالشارع يعرف كيف ينتزع حقوقه .
فقط (نقطونا بسكوتكم) مشكورين
د. زاهد زيد
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
د. زاهد زيد
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|