المقالات
السياسة
صبرنا 30 عاما على الظلم والقهر الا نستطيع الصبرعدة أيام من أجل السلام والحرية والعدالة؟
صبرنا 30 عاما على الظلم والقهر الا نستطيع الصبرعدة أيام من أجل السلام والحرية والعدالة؟
07-22-2019 09:09 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

صبرنا 30 عاما على الظلم والقهر

الا نستطيع الصبر عدة أيام من أجل السلام والحرية والعدالة؟

المثل يقول دخول الحمام ليس مثل الخروج منه. جماهيرنا تتعامل مع الموقف الحالي كمن يتعامل مع (بيت الايجار). معني خرج فلان من المنزل عد انتهاء عقده أو القوة الجبرية (الانقاذ)، ودخل مكانه مؤجر جديد (الثورة). ما في مشكلة. كلها أيام ويعاد ترتيب البيت بالطريقة التي تناسب الساكن الجديد (الثورة). موقفنا نحن الأن كدولة خرجت من كابوس امتد لثلاثين عاما عجافا، يختلف اختلافا جوهريا عن الانتقال لمنزل جديد. حقيقة نحن انتقلنا الى (خرابة) تحتاج الى صيانة أو عمرة كاملة. يعني تحتاج لزمن ومهندسين ومال وفير و(صبر). نطالب بثلاثة أشياء حرمنا منها طويلا: حرية وسلام وعدالة.

فلنيل (حريتنا) فقدنا أرواح عزيزة وأهدرت دماء غالية وتيتمت أسر وترملت نساء وثكلت أمهات. سجن الألاف، وقتل مئات الألاف في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وفصل الجنوب، وشرد الألاف من العمل ونزح الملايين من قراهم وهاجر الملايين من السودان، وحاول الظالم أيضا اعادة صياغتنا بحيث نصبح خاضعين وخانعين له. كل هذا يحتاج منا الى سنوات من العمل الدؤوب والصبر والمعانة حتى نزيل تبعاته وأثاره العميقة وجراحة الغائرة المادية والنفسية.

اما (السلام) فهو الحلم الكبير الذي يتطلب في المقام الأول التأسيس للحريات (لنا ولغيرنا)، والاعتراف بالأخر وبأن تعدديتنا العرقية وتنوعنا (ثروة) يحسدنا عليها كل العالم، يجب (الحفاظ عليها وتقويتها ودعمها ) حيث أنها كنز يزخر بالثروات الثقافية والخبرات المتراكمة والحكمة. يجب أن نصل الى اتفاقيات وتنازلات من أجل الوطن الذي نعشق والمواطن الذي أعطى كل شيء دون مقابل منذ الاستقلال حتى تاريخه. وطن يملك كل شيء تسببنا نحن في أن يكون اليد السفلى رغما أن خالقه سبحانه وتعالى وفر لنا ما يمكننا من أن نكون اليد العليا. نلقي اللوم على الأخرين وعلى الزمان، وما لزماننا عيب سوانا. على كل (الفصائل المسلحة) أن تقبل العودة والمشاركة دون شروط أو قيود، فدورها في اسقاط الطاغوت لا ينكره أحد، ودمار الوطن لا مبرر له (مهما كانت الأسباب)، والحكومة المدنية والبرلمان المرتقب حري بهما حل مشاكل كل السودان وطنا ومواطنا (ان تطايبت النفوس). السودان يزخر بالحكماء ، ونحسبكم يا قادة الفصائل المسلحة منهم، وهمكم هو الوطن والمواطن، كما نظن جازمين أنكم طوال هذه السنوات من الاحتراب تبحثون عن ضالتنا المشتركة وهي (الديموقراطية). السلام هو العمود الفقري للحرية وللعدالة وللديموقراطية ولوحدة البلاد والانطلاق نحو ما يستحقه وطننا ومواطننا من رخاء وتقدم. فنحن من قوم عمروا الأرض أين ما قطنوا. نحن أصل الانسانية والحضارة البشرية والخلق القويم. نحن من علمنا الشعوب معنى التعايش السلمي، فكيف نرفض السلام الأن؟

هل يجب أن أحدثكم عن (العدالة) أيضا؟ يكفي أن نقول أن العدل أساس الحكم. وأن الله حرم الظلم على نفسه فلا تظالموا. وأن الظلم ظلمات يوم القيامة. ولا تنسوا أنكم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته أمام خالقكم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم. الحد الأدنى هو أن تطعموا شعبكم من جوع وتأمنوه من خوف. ان كان بإمكانكم يا من ستتولون حكمنا أن تقوموا بذلك من مجلس عسكري / سيادة، ومجلس للوزراء أو برلمان وفصائل مسلحة فمرحبا بكم ، وان كنتم لا تستطيعون أو لا تنوون القيام به فاذهبوا ودعونا نتدبر أمرنا. فالشارع جاهز لاقتلاع كل من لا ينفذ مطالبه وقد انكسر حاجز الخوف.

نطالب الجماهير بالصبر على تكوين الحكومة حيث أننا الأن في أضعف حالاتنا كدولة ولا نستطيع أن نتحمل أي درجة من درجات الفشل. صبرنا 30 عاما، فلنترك لمن صدرناهم لتحمل المسؤولية الزمن الكاف حتى يأتوننا بالحلول الناجزة و تجنب الأخطاء ، مع دراسة متكاملة لكل السيناريوهات المحتملة والأليات المناسبة للخروج من عنق الزجاجة وكنس أثار العهد البائد وهيكلة الدولة والاسعافات اللازمة لتصحيح الاقتصاد والصحة والتعليم ..الخ. الصبر فالصبر، فالصبر هو وصيتنا لكم يا جماهير الشعب السوداني وأحزابه قديمها وجديدها، وللشباب والكنداكات، للسودانيين بالداخل وبالخارج، للمدنيين وللقوات النظامية. اوصيكم ونفسي أن نقول خيرا أو لنصمت. لا للآراء الهدامة أو المحبطة أو الداعية للتخاذل. (العمل والانتاج) يجب أن يكونا من أولويات (كل فرد) منا على كل المستويات. اخاف كل الخوف من الفوضى والتظاهرات والاضرابات والاعتصامات عند تسلم الحكومة المدنية لمهامها. عليه أقول مرة أخرى علينا بالصبر بعد اعتماد برنامج الحكومة والموافقة عليه. نسأله اللطف (أمين).

نبيل حامد حسن بشير
جامعة الجزيرة
[email protected]





تعليقات 4 | إهداء 0 | زيارات 574

خدمات المحتوى


التعليقات
#1844284 [طه جامع]
0.00/5 (0 صوت)

07-22-2019 10:03 PM
يستطيع الشعب ان يصبر اذا الوضع واضح ولكن ما زال الموضوع مبهم وغير واضح للشعب . الا ان من الواجب ترك المفاوضات فب اديس ولقوي الحرية والتغيير الرجوع الي السودان وتكملة التوقيع مع العسكر لانهاء العبث الدائر الا اذا كان للعسكر دور في هذا العبث ويريدون التنصل من الاتفاق المبرم ليواصلوا في التضليل فعلي قوي الحرية والتغيير العودة للعمل من داخل الوطن . وعلي الحركات والجبهة الثورية ان تبقي في اماكنها حتي يبان الوضع في الداخل لان الشعب لن يسكت لاي تخاذل فاتركوا يا المعارضين هذه المرة للشعب يقرر لقد فعلتم بما فيه الكفاية وترجلوا عن البحث عن الديمقراطية واتركوا الشعب يواصل مشوار النضال السلمي من الداخل ولن تنسوا ابدا انكم بدأتم المشوار وحنبنيهوا بالسلمية ومن وجه نظر اخري ان تجمع المهنيين اجدر من مجموعة قحت التي ظهر فيها التهافت علي المحاصصات وبطريقة مقززة للشباب السوداني البطل فيجب الالتفاف حول تجمع المهنيين وهم القوة الفاعلة الان لان منسقيات وزعماء قحت بداؤ البحث عن المكاسب رغم علمهم انها فترة كفاءاءت


#1844209 [خالي شغل]
0.00/5 (0 صوت)

07-22-2019 04:53 PM
عفوا شباب بلادي لقد قمتم بثورة رائعة تحدث بها القاصي والداني لكن للاسف لم ولن تتحقق الاحلام الجميلة ببناء وطن عاتي انظروا الي مطالب الجبهة والثورية والحركات المسلحة لماذا لا نغير تفكيرنا اتجاه الوطن حتي ولو استدعي الامر الي تقسيمه الي ثلاث دول... دارفور دولة وجنوب كردفان والنيل الأزرق دولة والباقي دولة لوحدها ما الذي يمنع ان يحصل هذا ليرتاح الجميع ونعيش كلنا ف سلام ووئام فكروا في هذا


#1844123 [محمد احمد]
0.00/5 (0 صوت)

07-22-2019 11:31 AM
عدة أيام دى قدر كم

ناس يوقعوا نيابة عن ناس
والناس التانيين يقولو ما شاورونا
وناس يقولو نحن ما موافقين
والناس الوقعوا يرجعوا لناسم الاولانيين يشاوروهوم تانى بعد التوقيع
الصادق يقول لولا حميدتى الثورة ما كانت قامت وكانو الثورة دى كانت منتظرة الصادق ولا الدعم السريع
تانى نفس الصادق من بوخة المرقة ووجع الولادة لى دعم الدعم السريع ومغازلة المجلس العسكرى ، نفس الصادق المهدى يجينا بالسندكالية وتنقسم الى خمسة اقسام كل قسم ينقسم الى اتنين ، ويجى يقول لينا انا صفاتى مافى زيها في الوطن العربى والاسلامى ، نفس الصادق المهدى تانى !!!!!!!!


#1844093 [سعيد الياس]
0.00/5 (0 صوت)

07-22-2019 10:01 AM
جزاك الله خيرا


نبيل حامد حسن بشير
نبيل حامد حسن بشير

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة