المقالات
السياسة
الشفافية يا قحت ... ما الذي جرى خلف الأبواب المغلقة
الشفافية يا قحت ... ما الذي جرى خلف الأبواب المغلقة
07-22-2019 09:16 AM

الشفافية يا قحت

ما الذي يجري في أديس أبابا وما الذي جرى خلف الأبواب المغلقة بالخرطوم قبل التوقيع على الإعلان السياسي؟؟؟؟

تغييب كامل للشارع وتعتيم متعمد لما يجري بين الأروقة؟ فالشارع وهو صاحب القول الفصل لم يستشار ولم يتم تنويره بالمستجدات منذ أن قدم أبناءه قرابيناً للثورة على منصات الاعتصام . الآن يجب على قحت أن تتبنى آلية تواصل يومي لتنوير الجماهير بما يجري خلف الأبواب المغلقة لا أن تتنزل القرارات على الشارع من عل وكأنها أوامر... الشارع هو الآمر الناهي لا النخب السياسية التي لا تسأم من المحاصصات وتغليب الأجندة الخاصة على العام.

إذا ما أستمر هذا النهج في تغييب الشارع أبشركم بأن فرزاً تاريخياً سيأخذ مجراه كالسيل العرم .. وسيبقى الثوار زبدة الشارع على العهد والوعد باستكمال الثورة حتى نهاياتها المأمولة.

بالعودة إلى ما يجري في أديس يبدو أن نداء السودان المدني يفاوض نداء السودان العسكري على نصيبه من السلطة قبل أن يجف مداد الحبر الذي وقعوا به الإعلان السياسي ، وذلك على الرغم من أن الحركات المسلحة التي تفاوض الآن كانت قد تبنت مواقف مسبقة وفقاً لأجندتها الخاصة ، فمناوي فاوض حميتي وعاهده دون الرجوع لنداء السودان أو قحت، وجبريل تعشى وتجشأ داخل السفارة القطرية دون إعلام رفاقه في قحت وهذا بالطبع ليس عشاء "عشرة ونسة" بل له مغازيه السياسية التي لا تخفى على الشارع وقبلاً زار عرمان أبوظبي وتباحث فهل وضعت الحركات المسلحة الثلاث الشارع في حسبانها حينذاك؟ وهل حققت قحت في هذه الوقائع وخاطبت الشارع لتجلي ما استغلق عليه؟؟ .

تعلم قحت ويعلم الشارع السياسي أن الحركات المسلحة ذات الوزن العسكري غائبة عن أديس فهل كشفت قحت للشارع السياسي أيضاً عن الخطوات التي اتخذتها لضم الحلو وعبد الواحد لطاولة المفاوضات؟

هذه الحركات الثلاث أو الأربع التي تفاوض الآن كانت جزءاً من قحت وكانت لها منصاتها بساحة الاعتصام وشارك مبارك أردول في بعض جلسات التفاوض فما الذي استجد الآن وكيف لم تضمن قحت رؤى هذه الحركات بمشروعها التفاوضي وهي تعلم علم اليقين أن ميثاق الحرية والتغيير حدد الأشهر الستة الأولى من عمر الحكومة الانتقالية لإحلال السلام.

كل الأسئلة أعلاه تدور في أذهان الكثيرين من المشفقين على مسار الثورة السودانية وهي أسئلة مشروعة في ظل التغييب التام لشارع الثورة واستفراد بعض القوى السياسية بالساحة ومحاولة فرض رؤيتها على الجميع.

الآن بدأ فرزاً واضحاً للعيان داخل القوى الوطنية بين قوى تستعجل الوصول إلى اتفاق غض النظر عن نتائجه المستقبلية وأخرى ترى أن ما تم التوصل إليه لا يفي بمتطلبات الشارع والأخيرة في تقديري محقة. فبدلاً من أن يرتفع سقف مطالب قحت بعد مواكب 30 يونيو وما تلاها تراجع سقف مطالبها وارتفع في المقابل سقف مطالب المجلس العسكري بل نال اعترافاً ضمنياً بأنه الحاكم الفعلي وأن قحت هي من تسعى لاقتسام السلطة معه فهو الذي يعتمد ويصادق ويعين وزير الداخلية ووزير الدفاع ويقبل أو يرفض تعيينات قحت.

الآن "وقد حدس ما حدس" يجب على قحت إعادة ترتيب أوراقها والتشاور مع شارع الثورة قبل الإقدام على توقيع الإعلان الدستوري ، عليها أن تنظم اللقاءات مع الجماهير لشرح موقفها التفاوضي وتعبئة الشارع حوله قبل أن تقدمه حتى للوساطة فلا مشروعية لأي مطالب تخرج من أديس أو الخرطوم دون أن يمهرها الشعب بخاتم الثورة وإلا فإن قحت ستنكث غزلها بيدها وتمنح مشروعية لانقسام الشارع وتفقد بالتالي سندها التفاوضي ودون شك ستولد حكومة العوبة بيد المجلس العسكري يوجهها كيف يشاء وعنده ستخرج قوى الثورة المضادة للعلن وهي تبتسم ابتسامة التشفي.

[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 918

خدمات المحتوى


التعليقات
#1844281 [طه جامع]
0.00/5 (0 صوت)

07-22-2019 09:59 PM
ما زال الموضوع مبهم وغير واضح للشعب . الا ان من الواجب ترك المفاوضات ولقوي الحرية والتغيير الرجوع الي السودان وتكملة التوقيع مع العسكر لانهاء العبث الدائر الا اذا كان للعسكر دور في هذا العبث ويريدون التنصل من الاتفاق المبرم ليواصلوا في التضليل فعلي قوي الحرية والتغيير العودة للعمل من داخل الوطن . وعلي الحركات والجبهة الثورية ان تبقي في اماكنها حتي يبان الوضع في الداخل لان الشعب لن يسكت لاي تخاذل فاتركوا يا المعارضين هذه المرة للشعب يقرر لقد فعلتم بما فيه الكفاية وترجلوا عن البحث عن الديمقراطية واتركوا الشعب يواصل مشوار النضال السلمي من الداخل ولن تنسوا ابدا انكم بدأتم المشوار وحنبنيهوا بالسلمية ومن وجه نظر اخري ان تجمع المهنيين اجدر من مجموعة قحت التي ظهر فيها التهافت علي المحاصصات وبطريقة مقززة للشباب السوداني البطل فيجب الالتفاف حول تجمع المهنيين وهم القوة الفاعلة الان لان منسقيات وزعماء قحت بداؤ البحث عن المكاسب رغم علمهم انها فترة كفاءاءت


أسامة الكاشف
أسامة الكاشف

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة