المقالات
السياسة
الحركات المسلحة .. لا صوت يعلو فوق صوت الوطن
الحركات المسلحة .. لا صوت يعلو فوق صوت الوطن
07-24-2019 01:07 AM

إن فوكس

الحركات المسلحة .. لا صوت يعلو فوق صوت الوطن

الشباب يصنعون الثورات وتمهر بدمائهم الطاهرة وما يحدث الآن وكأن ثورة 19 ديسمبر لم تقم وكأن شيئاً لم يتغير وللأسف الشديد انقسم المتوحدون وأختلف المتفقون من مكونات سياسية وحركات مسلحة ( لا بتهش ولا بتنش) وعادت عقارب الزمن إلي الوراء بل إلي الأسوأ وزادت معاناة المواطن رغم إتهيار الإقتصاد وعمت الفوضى وحالة التوتر تراجع الأمن والأمان وأصبحت الشوارع مزينة بتاتشرات قوات الجونجويد خريجي (الأكاديميات الخلوية) تغتال ابنائنا فسقط منهم الكثير من الشهداء ديسمبريون وديسمبريات بدءاً من حوش الجيش السوداني يوم 29 رمضان (وحدث ما حدث) ودماء شباب الوطن ومستقبلها بات رخيصاً والانتهاكات مستمرة ولم يمر يوم وإلا سقط شهيداً في ظل الفوضى والإنقلابيين الذين سفكوا الدماء حددوا حصتهم في السلطة بقوة السلاح بحجة حماية الأمن والحفاظ على أرواح المواطنين من المندسين والمخربين والعملاء (المكنة) المدورة حتى هذه اللحظة ثم يسلموا السلطة للحكومة المدنية رغم ذلك قبلنا الشراكة معهم خوفاً على ضياع الوطن وحقناً للدماء (تقضي الشجاعة أن تجين ساعة) ولذا يجب علينا أن نتعامل بالأدوات الناعمة والصلبة في إستراتيجيتنا عندما تقتضي الحاجة لهما.

الحركات المسلحة تجار الحرب لا بهشوا ولا بنشوا ولا يطلقوا رصاصة في حوش الحكومة ولا حتى مدفع دلاقين في الخرطوم في شهر رمضان غير الجعجعة في الفضائيات وتأسيس إمبراطوريات مالية من الدول التي تدعهم لتنفيذ أجندتهم الخاصة في السودان ورغم ذلك يريدون سرقة ثورة الشباب الذي ضحوا بدمائهم من أجل دولة الحرية والسلام والعدالة ولوردات الحرب (عاوزنها مملحة).

وما يحدث الآن في المفاوضات بين قوى إعلان الحرية والتغيير والجبهة الثورية في أديس أبابا حول الاتفاق على الوثيقة الدستورية ومناقشه الوثيقة السياسية ما هو إلا عرقلة للمفاوضات لأنهم الوحيدين المستفيدين من إطالة أمد التفاوض وايضاً أطراف أخرى تسعى إلى استمرار أمد التفاوض لتحقيق أكبر المنافع لها ولعناصرها والمقربين بالإتفاق مع مجلس الإنقلابيين العسكري لتقاسم السلطة وأنكشف هذا الملعوب من خلال الإتصالات التي أجراها الدكتور جبريل إبراهيم قائد حركة العدل والمساواة مع دولة قطر التي تعد حاضنة الإسلاميين ولهذا السبب ذلك طلبت منه السلطات الأثيوبية مغادرة أراضيها مع الوفد المرافق له وبعد تدخل رئيس الوزراء الإثيوبي ابو أحمد وتهديد وفد قحت بمغادرة الأراضي الإثيوبية تم إيقاق أمر الترحيل.

حين تغيب مؤسسات الدولة كما هو الحال في السودان تريد الحركات المسلحة أن تحقق مكاسب كبيرة في المفاوضات وفرض شروطها في التفاوض حول حصتها في السلطة ولا يهمها أن تنجح المفاوضات أو تفشل يعني ( يا فيها يا أطفيها) لأن أمورهم ماشة ومدعومين من الدول التي تريد الهيمنة على السودان ونسوا أن كل الشعب السوداني طالب بحكومة مدنية والقصاص من قتلة شهداء ثورة ديسمبر.

أخوانا في الحركات المسلحة الشباب الديسمبريون والديسمبريات شباب عصي على الكسر والتدجين هم الذين أسقطوا النظام بدون سلاح بشجاعة وصمود ورباطة جأش في وجه الطغاة قابلوا الرصاص بصدور عارية إلا من الإيمان بالحرية وكلمة (تسقط بس ) بينما أنتم عجزتم عن إسقاطه بأسلحتكم العسكرية واسلحتكم الإعلامية طيلة ثلاثين عاماً.

الحصة الآن ليست محاصصة (الحصة وطن) ولا صوت يعلوا فوق صوت الوطن ولذا يجب علينا أن نتوحد ونقف بوجه من سرق بلدنا البـــلد ثـــرواتــه وقتل ابنائه فالوقت يمضي والدولة العميقة لها امتداد رأسي وأفقي فهي تتمدد داخل الدولة الواحدة وترتبط بعلاقات مصلحة دائمة مع الأجهزة الأمنية والمليشيات والكتائب الإسلامية والجماعات الموالية لها ولذا يجب أن يصل الجميع إلى إتفاق نهائي حول الوثيقتين السياسية والدستورية قبل ما يقع الفأس في الرأس ونجد الإنقاذ أمامنا وما علينا ( إلا نحمل بقجنا) ونعزف لحن الوداع.

الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والخزي والعار للقتلة الكيزان.
مدنية وإن طال السفر

لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك

نجيب عبدالرحيم أبوأحمد
[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 481

خدمات المحتوى


التعليقات
#1844979 [بكري حسن]
0.00/5 (0 صوت)

07-25-2019 06:16 PM
لا صوت يعلو فوق صوت الوطن


نجيب عبدالرحيم
نجيب عبدالرحيم

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة