المقالات
السياسة
الإتحاديون ... فاتكم القطار
الإتحاديون ... فاتكم القطار
07-25-2019 04:02 AM

الاتحاديون.. "فاتكم القطار"
* في مطلع تسعينيات القرن الماضي، ولما فكرت الأحزاب السودانية في التأسيس لكيان معارض، يستطيع مواجهة سلطة الانقلابية الجديدة، لم تجد غير الاتحاديين، ليقودوا ذلك الكيان الذي عرف سنواتئذ باسم "التجمع الوطني الديمقراطي".
*لماذا؟
*لأن الحزب الاتحادي الديمقراطي كان يحمل مشاعل الحرية والديمقراطية بأنفاس الوسطية والاعتدال، وهو واحد من بين أحزاب قليلة لم تضع يدها يوماً ما على يد الأنظمة الشمولية، ورسخت عند القاعدة الاتحادية العريضة، مقولة الزعيم الخالد، الشريف حسين الهندي "نجوع ونأكل أصابعنا ولا نبيع قضايانا الوطنية"، تماماً كما رسخت عندهم أشعار:
نحن الجينا بشورة أهلنا
ولما حكمنا الناس راضين
لا اتضارينا وراء دبابة
ولا تاجرنا باسم الدين
*منذ العام 2011، انعطف الحزب بكلياته عن مساراته التاريخي، وضح ذلك لما بصم على اتفاقية نيفاشا التي تتجافى تماماً مع مبادئه الأساسية، وجاء بعد ذلك الحزب مهرولاً باسم التجمع الوطني الديمقراطي للمشاركة في حكومة نيفاشا، وجاءت الطامة الكبرى في العام 2012 بمشاركة الحزب منفرداً، في نظام المخلوع عمر البشير راضياً بفتات المناصب، وثمنها الصمت المطبق على ما يقوم به النظام.
*لم يخرج الاتحاديون من النظام حينما استبيح الدم في سبتمبر 2013، ولم تحرجهم آليات الفساد التي تنخر مفاصل الدولة مكتفين بمُتعة المناصب وما تبعها.
*حينما جاءت انتخابات 2015، غامر الحزب بخوض انتخابات غير مكتملة أركان النزاهة والشفافية، فحصد الأصفار، ورغم اعتراضه على النتائج وتشكيكه فيها، سلم بها، وتمسك بأن يكون قاطرة من قواطر الوطني التي يحركها شمالاً ويميناً، حتى أن قادته الجدد تعلموا إطلاق الوعود في الهواء للشعب، على شاكلة، عهد السيد الحسن الميرغني بحل مشكلات السودان في غضون 180 يوماً، تبدأ بجلوسه الميمون على مقعده في القصر الرئاسي، كبيراً لمساعدي البشير.
*في دسيمبر الماضي، وصل الشعب درجة الغليان، وخرج بكلياته مطالباً بسقوط البشير، لكن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، اختار الضفة الأخرى مسانداً للنظام دون أن يتحرك قرنا استشعاره للمستقبل القادم لا محالة، حتى تحول واحداً من رموزه وهو، حاتم السر، إلى مسخرة، حينما أطلق في الساحة الخضراء، وعده الكذوب بأنه لن تكون بعد ذلك اليوم صفوف للوقود والخبز والسيولة، وأن الصفوف الوحيدة الباقي هو صف الصلاة.
*سقط النظام ووجد الحزب الاتحادي الأصل في موقف لم يكن يتمناه له ألد أعدائه، فالحزب الذي كما كنا قائداً ورائداً للعمل المعارض، أصبح في مزبلة التاريخ تطارده ذات اللعنات التي تطارد حزب المؤتمر الوطني.
*كثيرون سيحملون رئيس الحزب السيد محمد عثمان الميرغني، المسؤولية، ولهم الحق في ذلك إلى حد كبير، لكن في واقع الأمر، المسؤولية الحقيقية تتحملها كثير من القيادات التي لم تملك الشجاعة الكافية لتقول "لا"، غير نفر قليل شكلوا فصائل معارضة هم وحدهم الذين حفظوا ماء وجه الفكرة الاتحادية، فحصدوا ما يحصدونه الآن.
*ثم ماذا بعد؟
*لا شيء غير أن يبدأ الاتحاديون من الصفر بكنس جميع من تورط في مأساة اسمها "النهاية".
أجندة- عبد الحميد عوض -السوداني 24 يوليو2019
[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 686

خدمات المحتوى


التعليقات
#1845015 [نبيل حامد حسن بشير]
0.00/5 (0 صوت)

07-25-2019 09:06 PM
ليك الحق في كل ما قلت. السيد شخصيا هو السبب وراء كل ما حدث للحزب الذي كان). عندما اعترضنا قال انتم تنظرون للأشياء من 4 جهات وانا انظر اليها من 6 جهات. قبلنا بخوض انتخابات 2010 وخضناها بقوة وهومنا التزوير البين. عندما تولي الحسن 181 دون رغبتنا ورفضناه قام باتهامنا بالدواعش وقام بفصلنا لأننا رفضنا خوض انتخابات 2014 وجمدنا نشاطنا بالحزب حتى تاريخه رغما عن كل المحاولات لعودتنا وتناسي ما حدث. لكن، الاتحاديون هم من قادوا ثورة سبتمبر 2013 وفقدوا الكثير من الأرواح. وهم من شارك بفاعلية في اقتلاع المؤتمر الوطني في الثورة الحالية. القواعد الاتحادية هي روح الثورة، وهم الاتحاديون الأصلاء. الصل فقد قياداته، لكن مباديء الأرهري لن تنهار.


#1844959 [ود ابوزهانة]
0.00/5 (0 صوت)

07-25-2019 05:00 PM
صح لسانك يارجل فما قلت الا الحق


عبد الحميد عوض
عبد الحميد عوض

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة