ماهنت يا سوداننا يوما علينا. هكذا انت برغم الغيوم والعواصف تنهض قويا فتيا كطائر العنقاء.
ووهاهي بشريات الاتغاق تزف الينا من اديس التي حملت هموم الوطن ومعاناته وترجمته دموعا ومواقفا سجلها التاريخ باحرف من نور.
وبرغم القلق والخوف الذي ساور الجميع الا اننا كنا على يقين من ان الاخوة في الحركات جادين وانهم ارادوا ان يطوا صفحة من الحرب ارهقت الوطن والمواطنين في محاور القتال على حد سواء وانه ان الاوان ليجنوا ثمار نضالهم وكفاحخم. ولم نشك في انهم سيجنحون للسلم ولن يتوانوا ولن يخذلوا الوطن ولا من حملوا السلاح من اجلهم.
لان قادة الحركات والذين راهن عليهم الجميع لم يكن ليخيبوا الامال ولان قضاياهم اكبر من الاطماع الشخصية والمناصب اوالكراسي بل هم يحملون هموم وطن باكمله و يحلمون بوطن يكفل العيش الكريم والحياة الحر للجميع. و انه لاميزة على المفاوض والمتغاوض وكلهم في الهم شرق.. وانهم جميعهم في مركب واحد ربانه هم. واما ينجو جميعا اوان يغرقوا
وبحمد الله رسى المركب على البر.
ومايؤكد عدالةقضية قادة واعضاء الحركات والايمان بمبادئهم عدم قبولهم العروض والاغراءات التي كانت تقدم لهم .نظرا لانهم كانوا يحملون هموم المهمشين المغبونين وقضايا ابنائهم ومناطقهم.
وهم يريدون ان يعيشوا في وطن واحد وليسوا انفصالين ولا يحملون اجندة كما كان يروج ويشاع عنهم.
.ومن عوامل نجاح التفاوض
واحداث هذا الاختراق صدق النوايا وحرص وجدية الوسطاء وكذلك ايمان قوى الحريةوالمهنيين بعدالة قضايا قادة الحركات. واعترافهم بان غبن وظلم طال هذه المناطق وانهم يفكرون بحس وطني عال وان السودان الواعداليوم هوغير سودان الامس. فلا مكان لاجهوية اوقبلية اومحسوبية فيه.
.وقد استطاع المتغاوضون ان يتجاوزا كل سلبيات الحوارات عن السلام السابقة والتي لم تكن تتسم بالصدق من جهة النظام ولم تعالج المشاكل من جذورها و ودائما كان ينتج عنها سلاما غيرحقيقي. وليس سلاما يؤسس لعدالة وتنمية ومشاركة فعلية حقيقة.
ولقد ظل السودان والعالم باسره ينتظر ما ستسفر عنه هذه المفاوضات. وسط تفاؤل . حذر في الوقت الذي تحاك المؤمرات ضد الثورة. لتوأد في مهدها بعد كل هذه التضحيات واخرها محاولة الانقلاب الاخيرة كاملة الاركان والسم والدسم.
وبهذا الاتفاق وما يعقبه من خطوات تكون ثورتنا اخذت تتحول من الثورة الى الدولة بعد مخاض عسير وسجال وسفر وترحال.
وبهذاالاتفاف الميمون يكون الطريق ممهدا وسالكا لما يليه من ترتيبات ويؤسس اول مدماق في دولة السودان الحرة الفتية. المبنية على العدالة والمساواة والمواطنة.والحقوق. دولة السودان القوية المانحة لا الماحنة .....
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.