حديث النيل
يا نيل هل مرت عليـك حــوادث
وقد كنت عنـها غافــلا وجهــولا؟
مـا عهـدت مـذ خبـرتــك قابضـا
كفيك عـن وطــن الجمال فتـــيلا
وطن بــه بـدت المحاسـن جهـرة
بآيــات حســـن تنزلـــت تنــزيلا
كـل حسـن يدهشك حسن صـنوه
ولـن تلــقى لــه أو لـذاك بديـــلا
كـم تـأوه عنـــد شطــــك مدنـف
ولكــم آسيــت شاكيــا وعليــــلا
كنـت فـي دجـر الليالــي مؤانسا
لمن جـاء يشكـو وحشة وخليـلا
أما زلت في الصهد واحة ظامئ
أما زلت في سدف الدجى قنديلا
رويـت جدبـا بالنـدى فتمايلـــت
أفنانـــه ثمــلا ذللـــــت تذليـــلا
بكـل صـوب مـن نداك شواهـد
هــي للجمـال تمـــثلا ودليــــلا
سقـي بنوك مـن سلافـك نخـوة
وعـزة نفـس مـا لهــن مثــــيلا
غفـوت من طول المسير هنيهة
ام العشريـن كان وقعهـن ثقـيلا
فهـل بـك مــرت جحافل غـادر
أمسى عزيزهـا مدبـرا وذليــلا
إن مسنا ضـيم تدافعــنا صوبـه
أخـو المذلـة لا يعيــش طويـلا
الحق أن تحـيا الحيــاة بعــــزة
وألا تمشـي بيــن الأنــام قتـيلا
مـن أيــن أتــى هؤلاء تســاؤلٌ
أفـلا أجبـت سؤالنــا يــا نيـلا؟
حملناك بيــن الحنـايـا حقيــقـة
وهمسـات شعـر رتلت ترتيـلا
شمال يستنطـق التاريـخ رملـه
وباسقـات بـه كم رفـدن خليـلا
هل بكيت علـى جنوبنـا حسرة
وذرفت دمعـا مثخــنا وعويـلا
لما يمسك الشعـر عني حسانـه
وما غصت يوما بالعباب طويلا
وغربنا أبدى به الحسـن رسمه
به المكارم قــد عشقـــن حلولا
وشرقنا أيـات حسـنه أشرقــت
بها المحاســن بكــرة وأصــيلا
والجزيرة مــن نــداك فريـــدة
قد توشحت تيجان السنا إكليلا
مبسوطة الكفـين سائغة الجنى
نشوى تزين بالجميل جميـــلا
إن عتبـتُ فلا أخـلك زاجـــرا
وهل على وله المحـب سبيـلا؟
وهل رأيـت من بنيك على المدى
يجـر علـى أرض الكـرام ذلـيلا؟
يا نيل هــل مــرت عليك عمائـم
فأنكرت منـها التكبـير والتهليلا؟
هل أجيـبك ام تجبــني كأنــــــنا
أخذنا مـن جـلل المصاب ذهـولا
مــن أولاء؟ أهـم بنــوك حقيـقة؟
ام شابهـوا الأصل فأتقنوا التمثيلا
أمـا خبـرت فــي بنــيك سماحــة
وطهر نفــوس لا تحسـن التأويلا
مـا يجيــش علــى اللسـان سجيـة
ولا تعــرف الغدرات والتبديـــلا
أبنــاؤك در نضــــيد وجوهـــــر
صغارهـــم وشبابهـــم وكهـــولا
ما ينفع الناس يبقى الدهر خالـدا
ما ضـر ليـس له لعمري مقيــلا
يذهـــب الزبـــد جفــاء لعلــــــة
كيـف استباح شواطـئا وسهـولا؟
فاصفــر منـه بعـد ينعــه قضـبه
وافســد منـــــا أنفســـا وعقــــولا
فاقــد الشــئ لا يعطــــيه وإنمـــا
ينضـح الإنـــاء بمــا بـــه مجبولا
فان كـان ما فيــه طيـــب أذاعــه
إن خبــث بــات بأســره مكبــولا
يجهــد إخفــــاء القبيــح بإصـــبع
ويحسب الطـل مـن عمـاه سيـولا
يـرى انه الرأس فـي كـل موطـن
رجرجة مـا عـداه بـل وذيـــــولا
من ظن أن العلم أضحى برهــنه
لــم يــدر منـــه خوافـيا وفصـولا
نــور الحـــق لا يواريـه باطــــل
مهمـا تدثــر فـي الخداع طويــلا
يا نـيل لا تاســى سيقبـل جمعنا
ليدك مـن حصـن البغـــاة فلولا
لتهوي صروحا بنـوها بريــبـة
اخــذوا هنــاك وقتـلــوا تقتيــلا
كـم سقــوا بلـــد الكرام مذلـــة
بكـــيزان ســوء ملـؤهن غـلولا
لـم يرحموا منا صغيرا لضعفـه
ولا شيخا من مـر السنين نحيلا
اشـاعوا فينـا كـل خـبث ومنكـر
وفتـنا ما اسطاعوا لهــن سبيـلا
مقصدهـم تحطــيم كــل مورث
مــن المكـارم تالــــدا وجميـــلا
فــرق تســد اريقــوا كل دمائهم
فبتــنا بــين مشــرد وقتيــــــــلا
سرطـان شـــر احــاط بـــاذرع
من الازلام والتدليس والتضليلا
كـل جميـل فـي الحيـاة احــــاله
قبحا ومسخـا مشـوها مشــــلولا
يحلفــون على المــراء بجـــرأة
بل يبتدرون التحريــم والتحليلا
هل تناهى اليك وقــع حوافــــــر
سئمن مـن نصـب الخنوع طويلا
اما سمعت صهيلها عبــر المـدي
يزلزل من جمع الطغـاة قبيـــــلا
ما ألفـن سوى الجحاجيح صـحبة
وما خبرن سوى العصي نــزولا
رايــات ايمــان ترفـرف فوقـــها
المرســلات لا جورا ولا تبديـــلا
بالحـــق نطلقـــــــها ؟ الله اكبــــر
لا اله الا الله تصديـقا وتفعيــــــلا
سنهد قلاع الخـوف ليس يعيقنـــا
من الاراذل ترهيـــب وتهويــــلا
وتبلج الحق كالشمـس مســــفرا
تلجلج الباطـل راجفـــا مخـــذولا
ما النصر الا احتـــساب لساعــة
تنبـت فيهــا مـن الطغــاة ذيــولا
يعود للســـــــودان سابق عهــده
بعزم رجال ما بدلـــوا تبدـــــيلا
سحقا لقـوم يقتلــــون مكارمـــــا
ويدعون ذاك لجاجـــة تاصيــلا
****
ابو محمد
ردود على ابو محمد
[AburishA] 04-03-2014 07:36 PM لك التحية ابو محمد...