الأخبار
مختارات من ارشيف مكتبة الأخبار
بمناسبة الذكرى الخمسين:..نص المذكرة المقدمة من الطلاب السودانيين إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الثامن من نوفمبر 1961م - صورة -
بمناسبة الذكرى الخمسين:..نص المذكرة المقدمة من الطلاب السودانيين إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الثامن من نوفمبر 1961م - صورة -
بمناسبة الذكرى الخمسين:..نص المذكرة المقدمة من الطلاب السودانيين إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الثامن من نوفمبر 1961م - صورة -


11-07-2011 11:10 PM
عبد المنعم خليفة خوجلي

في مثل هذا اليوم (الثامن من نوفمبر) من عام 1961م، تقدم اتحاد طلاب جامعة الخرطوم واتحاد طلاب المعهد الفني للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بمذكرة مطالبين فيها، باسم الطلاب، وباسم شعب السودان، بعودة الجيش لأداء مهمته الأساسية، وهي حماية البلاد والدفاع عنها، وإطلاق الحريات العامة، بما في ذلك حرية الصحافة وعودة الأحزاب والنقابات والاتحادات .

يسرني أن أوثق لتلك المذكرة التاريخية بمناسبة مرور خمسين عاماً عليها، استلهاما لعبق تلك السنوات المجيدة الحافلة بالنضال من أجل تحقيق الحكم الديمقراطي الرشيد، وتعزيزا للثقة في مقدرات شعبنا على صنع المستقبل، وبلوغ الطموحات الوطنية.

_________

فإلى نص المذكرة:



" أصحاب المعالي/ رئيس وأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة

بعد التحية والاحترام

لما كنا نؤمن أننا بصفة خاصة مدينون لهذا الشعب الكريم، الذي بذل لنا من ماله وجهده ما مكننا من اكتساب المعرفة والثقافة؛ ولما كنا نرى أننا اليوم بحكم ذاتيتنا، كنا وما زلنا، في وضع يمكننا من أن نعبر عن رأي أمتنا تعبيراً قومياً صادقاً؛ ولما كانت الأمة قد عرفت كل ذلك عنا منذ عهد الاستعمار وإبان الحكم الوطني؛ ولما كنا نرى أننا اليوم امتداد طبيعي لذلك التاريخ المجيد، وأننا ملتزمون أدبياً ووطنياً أن نحمل الأمانة التي خلفها لنا أسلافنا، وفرضتها علينا ذاتيتنا كشباب مثقف تعلق عليه الأمة كثيراً من آمالها؛ فنحن الممثلون الرسميون لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم واتحاد طلاب المعهد الفني وغيرهم، نتقدم لمجلسكم بهذه المذكرة التي تحمل بعض آراء ومقترحات جماهير الطلاب السودانيين.

وقبل عامين - في 10 سبتمبر 1959م على وجه التحديد- رفع اتحادنا لحكومتكم مذكرة وطنية تطالب بعودة الحياة الديمقراطية، ذلكم لأن النظام الراهن قد برهن وبصورة أكيدة عدم ملاءمته لظروف شعبنا.. وقد مضت ثلاثة أعوام على قيام الثورة التي أعلنتم فيها أنكم استلمتم مقاليد الحكم لإصلاح ما فسد في الجهاز الاقتصادي والإداري. وبعد مضي كل هذه الفترة فأننا نرى أنكم لم توفقوا في إصلاح الفساد في الأجهزة المختلفة. ثم أننا نرى أن زج الجيش في المسائل السياسية وتولي أمور الحكم بصفة دائمة وتركه لمهمته الأساسية، الأمر الذي أودى بوحدة الصف داخل الجيش. وقد قامت خلال هذه الفترة ثلاث محاولات من داخل الجيش لقلب نظام الحكم. ولم يسكت شعبنا إطلاقاً على هذه الأوضاع؛ فقد هب الشعب في كل اتجاه لإبداء وجهة نظره في الحكم. فقد قدم الطلاب والعمال والمزارعون والجبهة الوطنية عرائض ومذكرات عديدة، وخاض الشعب بأسره معارك مختلفة لإنهاء هذا النظام واستبداله بنظام ديمقراطي تكون فيه السيادة للشعب.

وإن مصادرة الحريات وحرمان المواطنين من التعبير عن آرائهم في المسائل الوطنية واعتقال المواطنين، مما أدى إلى فقدان الثقة بين الحاكم والمحكوم، وإن جواً من الحيرة والقلق يسود عقول المواطنين من تسلط البوليس وجريه وراء الناس وإحصائه لحركات المواطنين. وفي المحيط العالمي فقد تميزت سياسة الحكومة بعدم الوضوح والسلبية من كل قضايا التحرر، وفي القضايا الإفريقية والعربية خاصة؛ الأمر الذي أفقد السودان سمعته الخارجية التي اكتسبها في بادئ الحكم الوطني.. وأن وضع السودان في قلب إفريقيا كان يحتم عليه أن يلعب دوراً فعالاً في تحرير إفريقيا ونصرة القضايا العربية في فلسطين والجزائر وجنوب الجزيرة.. وكل هذا يعزى لفقدان النظام الديمقراطي وانفراد الحكومة بتخطيط سياسة الحكم.

ولقد ظللتم ترددون في بياناتكم المتلاحقة أن مهمتكم مؤقتة.. ولعلكم تذكرون بيانا صريحاً يناقضه.. فمن حق الناس والحالة هذه أن يعبروا عن رأيهم في التغيير إلى وضع سليم، وأن يشيروا بما يقترحونه طريقاً لدستور البلاد - ولا دستور لها حتى الآن - الأمر الذي لا يجد له مثيلاً في أي بلد مستقل في العالم غير السودان، مع قيام حالة الطوارئ التي منعت المواطنين وسائل التعبير، وأبعدت عنهم وسائل الحكم العادي، لأن كل سلطة أصبحت في يد حاكم عسكري هو الأول والأخير في نهاية هذا كله؛ بل لا نخال إلا أن هذا التساؤل قد خرج عن نطاق البلاد إلى العالم الخارجي.

لكل ما سبق طالبنا وسنطالب بأن يتقرر مصير الحكم في البلاد بالتشاور بين ممثلي كل الفئات المختلفة للشعب السوداني ليكون الوضع الجديد عادلاً وديمقراطياً ومنبعثاً من إرادة الشعب السوداني.

لذا نتقدم نحن الطلاب السودانيون إلى مجلسكم بهذه المقترحات يحدونا اهتمامنا بمستقبل هذا الشعب وتجنبه ويلات الفتن والانقسامات، راجين أن تعيروها اعتباراً مخلصاً جاداً لا لشيء إلا لأن الإخلاص منبعها والجد رائدها.. وهي تتلخص في ما يلي :

1- عودة الجيش إلى أداء مهمته الأساسية ، وهي حماية البلاد والدفاع عنها.

2- إعادة الدستور المؤقت ريثما يتم وضع دستور دائم.

3- تكوين حكومة قومية انتقالية ممثلة لكافة الاتجاهات السياسية يكون من اختصاصها:

أولا: القيام بأعباء الحكومة والسلطة التنفيذية حسب الدستور المؤقت.

ثانياً: إقرار هذه الهيئة قانوناً جديداً للانتخابات؛ ثم تجرى انتخابات جمعية تأسيسية تصيغ وتقرر الدستور الدائم.

ثالثاً: إلغاء قانون الطوارئ؛ وان تطلق جميع الحريات بما في ذلك حرية الصحافة وعودة الأحزاب والنقابات والاتحادات - حتى يتهيأ الجو المناسب لإجراء الانتخابات وإقرار الدستور.

نرجو بهذا أن نكون قدمنا مقترحات فعالة وعملية لبلادنا وجيشنا.. وتقبلوا فائق احترامنا.

هدانا الله وإياكم سواء السبيل.

اتحاد طلاب جامعة الخرطوم

اتحــاد طــلاب المعــهد الفني"

الخرطوم 8 / 11 / 1961م


*****


فيما يلي أسماء أعضاء لجنتي اتحاد طلاب جامعة الخرطوم واتحاد طلاب المعهد الفني الذين حملوا تلك المذكرة التاريخية، وقاموا بتسليمها لممثل المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمبنى رئاسة مجلس الوزراء؛ (وذهبوا بعد تسليمها إلى كوبر ليبقوا فيه عدة أشهر تحت الاعتقال التحفظي):

لجنة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم

1- يوسف حسين

2- محمد العباس أبا سعيد

3- حاتم حمزة جاموس

4- عبد المنعم خليفة خوجلي

5- عمر يوسف بريدو

6- عبد الرحمن مصري

7- خوجلي عبد الرحيم أبوبكر

8- إسماعيل إبراهيم

9- فضل إدريس فضل


لجنة اتحاد طلاب المعهد الفني

1- الفاتح بابكر نبق

2- عبد الحميد سيد احمد الصاوي

3- محمد عثمان نقد

4- حسين عبد اللطيف الصائغ

5- مصدر مصدر

6- الحسن أحمد عكام

7- محمد الفاتح الحاج عبد الله

8- فاروق محمد نور (عليه رحمة الله(

9- جمعة آدم المكي (عليه رحمة الله(

10- محمد الحسن طه

عبدالمنعم خليفة خوجلي
[email protected]

*****

image
الصورة التذكارية للجنة التنفيذية لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم دورة 1962م، -وهي اللجنة اللاحقة للجنة دورة 1961م التي شاركت في تقديم المذكرة

يظهر في الصورة :

وقوف من اليمين إلي اليسار: أحمد التيجاني صالح + محمد العباس أبا سعيد + حسن عابدين + إسماعيل إبراهيم
جلوس فضل إدريس فضل + التيجاني الكارب + علي نور الجليل + عمر يوسف بريدو + عبدالمنعم خليفة خوجلي






تعليقات 3 | إهداء 4 | زيارات 6543

التعليقات
#238105 [الهادي هباني]
1.00/5 (2 صوت)

11-10-2011 04:43 PM
للأسف الشديد و بعد خمسين عاما لا زالت مطالب شعبنا واحدة فبنظرة سريعة للمطالب الثلاثة المحددة في خواتيم المذكرة و تفريعاتها نلاحظ أنها نفس المطالب التي ظلت جماهير شعبنا علي كافة مستوياتها ترفعها و تطالب بها حتي يومنا هذا و كلما توثبت و هبَّت في سبيلها و حققت أحد مآثرها البطولية (أكتوبر مارس/أبريل) كلما تكالبت عليها قوي الثورة المضادة من الداخل و الخارج لللتآمر عليها و إجهاضها و تسويف مطالبها و تبديد مكتسباتها ،،،
لكن هذه المرأة و برغم الواقع الإستثنائي الأليم إلا أن شعبنا يختزن طاقاته و يوحِّد صفوفه شيئا فشيئا لتغيير جذري يلوح في الأفق يقوم علي الديمقراطية المستدامة و السلم الوطيد و السيادة الوطنية و التنمية المتوازنة و التعدد الثقافي و الديني و سيادة حكم القانون و سيقتلع هذه المرة الطغاة و أزيالهم من قوي الثورة المضادة من جذورهم إلي مزيلة التاريخ دون رجعة ،،،
شكرا أستاذنا الجليل عبد المنعم خليفة علي هذه الوثيقة التي تندرج ضمن موروث شعبنا النضالي العظيم و التحية و التقدير لكل المناضلين الشرفاء الذين صنعوا هذا الإرث و كانوا من أبطالها ،،،


#237325 [قول النصيحة]
1.00/5 (2 صوت)

11-08-2011 01:27 PM
لك التحية استاذ عبد المنعم خليفة خوجلي و انت مشارك و تذكرنا بالا يام الذهبية للسودان

الوطن الواحد

ونحنا بدورنا و عبركم نرفعها لزعيم العصابة الفاسدة البشكير بشبش لعله يرعوووو قبل

فوات الاوان حيث لا ينفع الندم و التحسر و الخيبة ، لقد بلغ السيل الزبي و بلغت القلوب

الحناجر و ضاقت الصدور و فار الدم و غلي غليان شديد

انذار اخير ، اعمل حسابك من الخوابير و العيدان يا بشبش


ردود على قول النصيحة
Sudan [سوداني فضل] 11-08-2011 02:44 PM
التحية والإحترام ولكم ترفع القبعات ....


#237211 [صلاح]
1.00/5 (2 صوت)

11-08-2011 09:07 AM
حليل زمن البوليس أبوردا,,
ياليت الشباب يوماُ يعود,,فأخبره بما فعل المشيب



خدمات المحتوى


مساحة اعلانية





الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة